وتختتمها بتأكيد جمعها بين صفة البنت والابن:
أنا كل بنات أبي .. وكذلك كل الإخوة! (121)
وإذن فإن حب أوليفيا لفيولا في ثوب سيزاريو حب من نوع خاص يقابله حب أورسينو لفيولا المتنكرة حبا يعتبره القدماء أفلاطونيا، بمعنى الصداقة بين أفرد الجنس الواحد أو الجنسين (كما يقول في حوارية المائدة / الندوة)، والمحدثون يرونه مشبعا بملامح الميول المثلية. فهل يماثل حبه لفيولا حب أوليفيا لها حقا؟ تقول بلسي إن لنا أن نعتبر أن مالفوليو وأندرو صورتان ساخرتان لأورسينو ما دام الحب لديهما يقتصر على الألفاظ؛ فهما يتكلمان دائما ويتلاعبان بالألفاظ (بقيادة المايسترو المهرج) وتقتبس تأكيدا لقولها ما تزعمه جوليا كريستيفا (
Kristeva ) من أن «الحب شيء منطوق، ويقتصر على ذلك وحسب، ولطالما عرف الشعراء ذلك» (من كتاب «حكايات حب»، 1987م)، وتختتم بلسي دراستها قائلة:
ربما كانت حقيقة الحب، إذا تجاوزنا اللغز الذي يمثله والشكوك المحيطة به، هدفا منشودا لا يتحقق مطلقا أمام مشاهدي «الليلة الثانية عشرة». وربما تكون كذلك دنيا الخيال نفسها؛ فهي دنيا عامرة بالرومانس والسخرية، وبالغناء والكوميديا. وبهذا يصبح للمهرج الكلمة الأخيرة ... إذ يغني أغنية حزينة عن الشتاء والزمن المتقلب (ص206). (7) الاتجاهات النقدية الحديثة
وقبل أن أقدم العرض الموجز الذي لا بد منه لكل من يريد أن يدرك تطور النظرة النقدية إلى المسرحية على مدى القرون الثلاثة الماضية، سأنتقل من حديثي عن اختلاط الهوية ما بين الذكر والأنثى إلى الطابع الذي لا بد أن يدركه كل قارئ، وهو طابع «الاحتفالية» في مسرحية تبدأ وتنتهي بالموسيقى كما سبق أن ذكرت وتقدم فيها أغنيات كثيرة، وينتشر الهزل في جنباتها. وقد قدم سي. ل. باربر (
Barber ) في كتابه العظيم (الذي صدر عام 1959م بعنوان: «كوميديا شيكسبير الاحتفالية» (
Shakespeare’s Festive Comedy ) وجهة النظر التي سادت في النصف الثاني من القرن العشرين، وهي التي لا تقتصر على إقامة تعارض بسيط بين جو «الاحتفالية» (الذي تولى تحليله مايكل بريستول بعد ذلك في كتابه الصادر عام 1985م والمشار إليه آنفا)، وبين جو القمع والكبت الذي أتى بالثورة البيوريتانية فيما بعد في القرن السابع عشر، كما سبق أن ذكرت؛ إذ يتوسع بريستول في هذا الكتاب في تطبيق نظرية «الاحتفالية» التي وضعها باختين (
Bakhtin ) في كتابه عن راببليه وعالمه (
Rabelais and his World ) الذي ترجم إلى الإنجليزية عام 1968م، مثلما فعل بعده فرانسوا لاروك في كتابه الصادر عام 1991م بعنوان:
ناپیژندل شوی مخ