10
وعرض من الأحداث عارض اهتزت له القلوب .. فقد مضى المنادي على بغلته ينادي رعية السلطان، مذيعا نبأ هجوم ملك الروم على أحد الثغور، ونهوض الجيش للجهاد ودفع الغزاة .. جاشت الصدور بالقلق، واكتظت المساجد بالمصلين، وارتفع الدعاء للسلطان شهريار بالنصر .. وفي المساء هرع الناس إلى مقهى الأمراء فامتلأ برواده من السادة والعامة .. وجمعت أريكة واحدة بين حسن العطار بن إبراهيم العطار وفاضل صنعان ونور الدين .. لم يكن للقوم من حديث إلا الحرب .. وسمع الطبيب عبد القادر المهيني وهو يقول: إنكم لم تشهدوا غزوا للعدو، ما هو إلا عاصفة من الهلاك تجتاح المدن وأهلها.
فقال جليل البزاز: جيش الله لا يغلب.
فقال معروف الإسكافي: لله حكمته أيضا.
فقال رجب الحمال: قد تقع سفينة السندباد في الأسر!
فقال له علاء الدين بن عجر الحلاق: لا تفكر إلا في ذاتك وصاحبك!
عند ذاك قال عجر الحلاق: رأيت حلما عجيبا!
ولكن أحدا لم يسأله عن حلمه، لسوء ظنهم بصدقه، ولعلمهم بلهفته على إقحام نفسه في شئون الآخرين.
وارتعد نور الدين لذكر الحلم، وقال لصاحبيه حسن وفاضل: ليس أعجب من الحلم في حياة البشر.
فسمع صوتا يقول معلقا على قوله: صدق ما قلت يا بني.
ناپیژندل شوی مخ