ليالي الف ليله

نجيب محفوظ d. 1427 AH
185

ليالي الف ليله

ليالي ألف ليلة

ژانرونه

الصحراء والليل والهلال والصخرة والرجال والنحيب المتواصل، شهريار وعصاه وهواء المدينة الفاسد .. صرخ من قلب مكلوم:

هوى بقبضته على الصخرة مرات حتى بض الدم منها، ثم هتف: الرحمة .. الرحمة.

ولكن دهمته الحقيقة واجتاحه اليأس .. تقوس ظهره وطعن في السن .. ودون اختيار مضى نحو الرجال بخطى متعثرة، وارتمى في آخر الصف .. وسرعان ما انخرط في البكاء مثلهم تحت الهلال.

10

قبيل الفجر ذهب الرجال كالعادة، ولكنه لم يذهب ولم يكف أيضا عن البكاء .. وإذا برجل يمضي في الليل وحيدا، فاقترب منه، وسأله: ماذا يبكيك يا رجل؟

فقال شهريار بضيق: لا شأن لك بذلك.

فقال الآخر وهو يتفرس في وجهه بإمعان: إني كبير الشرطة، وما جاوزت حدودي.

قال شهريار: لن تعكر دموعي صفو الأمن!

فقال عبد الله العاقل وهو يتمادى في تفرس وجهه: دع هذا لتقديري وأجبني.

صمت شهريار مليا، ثم قال، وكأنما غفل عن الموقف كله: جميع الكائنات تبكي من ألم الفراق!

ناپیژندل شوی مخ