شعر بأنه يتحرك في فراغ في عالم شديد الصمت حتى سمع الصوت مرة أخرى: لن يعثر لك أحد على أثر، فتح عينيك تر أنك واقف أمام باب دارك .. ادخل آمنا، إني منتظر.
5
سيطر صنعان على ذاته بقوة خارقة، لم تشعر أم السعد بأن حاله قد ساءت أكثر .. اختفى وراء جفنيه في الظلام وراح يتذكر ما فعله .. إنه شخص آخر .. القاتل المغتصب شخص آخر .. نفسه تتمخض عن كائنات وحشية لا عهد له بها .. الآن يتجرد من ماضيه ويطوي آماله ويقدم نفسه للمجهول .. لم ينم ولم تند عنه حركة تنم عن أرقه .. في الصباح الباكر ترامى إليه صوت نعي .. غابت أم السعد ساعة ثم رجعت وهي تقول: لك الله يا أم بسيمة.
غض بصره متسائلا: ماذا جرى؟ - ماذا حدث للناس يا أبا فاضل؟ البنت اغتصبت وقتلت تحت سلم الكتاب، طفلة يا ربي ولكن تحت جلد بعض الآدميين وحوشا مفترسة.
حنى رأسه حتى تشعثت لحيته فوق صدره وتمتم: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. - هؤلاء الوحوش لا يعرفون ربا ولا رسولا.
وأجهشت المرأة بالبكاء.
جعل يسائل نفسه أهو العفريت؟ .. أهو المنزول؟ .. أهو صنعان الجمالي؟!
6
خواطر الحي كله هائجة .. الجريمة حديث الحي التجاري كله .. قال له إبراهيم العطار وهو يجدد له الدواء: الجرح لم يندمل ولكن زال خطره.
ثم وهو يلف ساعده بالشاش: سمعت بالجريمة؟
ناپیژندل شوی مخ