أدرك حكمتها في إعلان ذلك فرضي، ولكن حاله لم تتحسن .. قال: أمر تافه، إني بخير، ولكن دعني وحدي. - لا بد من الذهاب إلى العطار.
فقال بضيق: لا حاجة بي إلى من يذكرني بذلك.
في الخارج قال فاضل لحسنية: شد ما تغير أبي!
3
غادر صنعان الجمالي داره دون صلاة لأول مرة في حياته مذ صار صبيا .. ذهب من توه إلى دكان إبراهيم العطار .. صديق قديم وجار في الشارع التجاري .. ولما رأى العطار ساعده قال متعجبا: أي كلب هذا؟! ولكن ما أكثر الكلاب الضالة!
وعكف على انتخاب جملة من الأعشاب، وهو يقول: عندي وصفة لا تخيب.
غلى الأعشاب حتى ترسبت مادة لزجة .. غسل الجرح بماء الورد .. غطاه بالمادة وبسطها عليه بملعقة خشبية، ثم عصب الساعد بشاش دمشقي وهو يتمتم: بالشفاء إن شاء الله.
وإذا بصنعان يقول رغما عنه: أو فليفعل الشيطان ما يريد.
تفرس إبراهيم العطار في وجه صاحبه المحتقن فعجب من تغيره وقال: لا تدع جرحا تافها ينال من طبعك الحلو.
فمضى مكفهر الوجه وهو يقول: لا تأمن لهذه الدنيا يا إبراهيم.
ناپیژندل شوی مخ