ماذا يجري في الميدان؟ قوة من رجال الشرطة تحيط بعدد عديد من الصعاليك وتسوقهم بعنف نحو مكان مجهول .. وصادف رجلا قريبا يقول بصوت مسموع: يا له من قرار عجيب!
لم يكن الرجل في حقيقته إلا العفريت سخربوط متنكرا في صورة إنسانية رافلا في جلباب ينطق بحسن المكانة .. سأله عجر: أي قرار يا سيدي؟
ففرح سخربوط لاستدراج عجر، وقال: فليكرم الله مولانا السلطان؛ فقد تنبأ له فلكي القصر بأن حال المملكة لن يصلح إلا إذا تولى شئونها الصعاليك، فأمر مولانا بالقبض على الصعاليك ليختار منهم شتى القيادات.
فذهل عجر وتساءل: أموقن أنت مما تقول؟
فقال سخربوط بدهشة: ألم تسمع المنادين؟
وثب قلبه من الجذل .. أي موجة من البشر تكتسح الأحزان كلها بانطلاقة واحدة؟ إنها المنقذ من العذاب واليأس، والمبشر بالنجاة والسيادة .. ماذا في وسع أعدائه أن يفعلوا إذا أطل عليهم غدا من شرفة الحكام؟ ولم يتردد دقيقة واحدة فاندس في زمرة المقبوض عليهم مستسلما لتيارهم.
20
مضى التيار نحو دار الحاكم يوسف الطاهر .. حشد المقبوض عليهم في الفناء تحت حراسة قوية وعلى ضوء المشاعل .. جاء يوسف الطاهر يتبعه حسام الفقي، فحياهما كبير الشرطة بيومي الأرمل، ثم قال: هؤلاء من أمكن القبض عليهم هذا المساء وسيجيء الآخرون تباعا.
فتساءل يوسف الطاهر: أتضمن بذلك حقا أن تنمحي الجرائم والسرقات وقطع الطرق؟
فقال بيومي الأرمل: هو المأمول يا مولاي.
ناپیژندل شوی مخ