لواقح الانوار
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
خپرندوی
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
د چاپ کال
1315 هـ
إبراهيم الخليل عليه السلام وقال: إنه ساكن في الهواء منذ رمى إبراهيم عليه الصلاة والسلام بالمنجنيق، فقلت له: ما حملك في الهواء وأنت من بني آدم فقال: توكلي على الله عز وجل، فقلت: وما التوكل قال النظر إلى الله تعالى دائما بلا عين تطرف والذكر له بلسان لا يتحرك والجولان في مصنوعاته بلا روح، تغفل رضي الله عنه.
ومنهم أبو العباس أحمد بن مسروق
رضي الله تعالى عنه ورحمه
من أفضل أهل طوس وسكن بغداد ومات بها سنة تسع وتسعين ومائتين صحب الحارث المحاسبي والسري وغيرهما وكان من كبار مشايخ القوم وعلمائهم وكان رضي الله عنه يقول: لا ينبغي للفقير سماع التغزلات إلا إن كان مستقيما في الظاهر والباطن قوي الحال إماما في العلم وأما أمثالنا فلا يليق بنا سماعها لأن قلوبنا لم تألف الطاعات إلا تكلفا ونخشى إن أبحنا لها رخصة أن تتعدى إلى رخص وكان رضي الله عنه يقول: من لم يحترز بعقله من عقله لعقله هلك بعقله وكان يقول من كان مؤدبه ربه لا يغلبه أحد، وكان يقول: الزاهد هو الذي لا يملك مع الله سببا، وكان يقول: لا أزال أحن إلى بدو إرادتي وقوة همتي وركوبي الأهوال طمعا في الوصول وها أنا الآن في أيام الفترة أتأسف على أوقاتي الماضية، وأتمنى صفاء وقت فلا أجده، وكان يقول: المؤمن يتقوى بذكر الله تعالى كما وقع لسيدتنا فاطمة رضي الله عنه حين طلبت من النبي صلى الله عليه وسلم خادما ليطحن معها فعلمها النبي صلى الله عليه وسلم التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وقال: هن لك أحسن من خادم وأما المنافق فلا يتقوى إلا بالطعام والشراب فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وكان يقول: ما سر أحد بغير الحق إلا أورثه ذلك السرور الهموم والأحزان، وجاءه مرة شخص فدخل داره لوليمة كانت عند أبي العباس بلا دعوة، فقال أبو العباس: لله علي أن لا أدعه إلا على خدي حتى يجلس موضع الأكل، فوضع خده على الأرض ومشى عليه الرجل إلى أن بلغ إلى موضع جلوسه، وصار يقول: مثل هذا الرجل يتواضع لي ويحضر وليمتي بأي شيء أكافئه، وكان يقول: رأيت القيامة قد قامت ورأيت موائد نصبت، فأردت أن أجلس عليها فقالوا لي هذه للصوفية فقلت: أنا منهم فقال لي ملك: قد كنت منهم ولكن شغلك عن اللحوق بهم كثرة الحديث وحبك التمييز على الأقران، فقلت تبت إلى الله تعالى واستيقظت فأقبلت على طريق القوم وقلت للحديث رجال غيري وكان رضي الله عنه يقول لأصحابه عليكم بالتقلل من المآكل، والملابس والنوم فقد كنت في بدء أمري ألبس المسوح والليف، وكنت أجتمع بشيوخي في الجامع كل يوم جمعة فلا أنصرف إلا عليلا من تأثير كلامهم في وكانت رؤيتي لهم قوتي من الجمعة إلى الجمعة تغنيني عن الطعام والشراب وكان يقول كنت آوي إلى مسجد فيه سحرة يأوي إليها بلبلان فقد أحدهما صاحبه وبقي الآخر على غصن ثلاثة أيام لا ينزل يرعى ولا يلتقط من الأرض شيئا، فلما كان آخر اليوم الثالث مر به بلبل فصاح فذكره صاحبه فسقط عن الغصن ميتا، في رواية كان عند الشيخ أربعة من التلامذة فخروا موتى عند سماع هذه الحكاية رضي الله عنهم أجمعين.
ومنهم أبو الحسن علي بن سهل الأصفهاني
رحمه الله
وهو من قدماء مشايخ أصفهان كان يكاتب الجنيد ويراسله وكان من أقرانه صحب بن معلان رضي الله عنه ولقي أبا تراب النخشبي وكان إذا بلغه عن أحد من المسلمين أن عليه دينا يرسل يوفي عنه الدين بغير علم المديون فيأتي صاحب الدين، فيقول للمديون قد وفى الله عنك ولم يعلم الناس بذلك إلا بعد موته رضي الله عنه. ومن كلامه رضي الله عنه: من لم يصح في مبادئ إرادته لا يسلم في منتهى عاقبته، وكان يقول: حرام على قلب عرف الله تعالى أن يسكن إلى غيره، فإن سكن عوقب، وكان يقول: الناس من وقت آدم عليه السلام وإلى الآن يقولون القلب القلب وأنا أحب رجلا يصف لي أيش هو القلب فلا أرى وكان يقول الفقيه هو الذي لا يدخل تحت المنسوبات إليه، وكان يقول لأصحابه تعوفوا بالله من غرور حسن الأعمال مع فساد بواطن الأسرار.
وسئل رضي الله عنه عن حقيقة التوحيد فقال قريب من الطرائق بعيد عن الحقائق وكان يقول: لما استولى علي الشوق في بدايتي ألهاني ذلك عن الأكل والشرب والنوم رضي الله تعالى عنه.
ومنهم أبو محمد أحمد بن محمد بن الحسين للجريري
رضي
مخ ۸۰