187

لواقح الانوار

الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار

خپرندوی

مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر

د چاپ کال

1315 هـ

جميع أسماء الله تعالى جاءت للتخلق إلا الاسم الله فإنه للتعلق فقط إذ مضمونه الإلهية والإلهية لا يتخلق بها أصلا، وكان رضي الله عنه يقول السماء عندنا كالسقف، والأرض كالبيت، وليس الرجل عندنا من يحصره هذا البيت.

وكان يقول نحن في الدنيا بأبداننا مع وجود أرواحنا، وسنكون في الآخرة مع وجو أبداننا. قلت: وفي هذا رد لمن قال يكون الناس في الجنة بأرواحهم لا بأجسامهم وعليه جماعة من أهل الكشف الناقص ، وسبب غلطهم شهودهم أهل الجنة يتحولون في أي صورة شاءوا، وهذا شأن الأرواح لا الأجسام، وغاب عنهم أن الأجسام هناك منطوية في الأرواح لا معدومة كما أن الأرواح ني هذه الدار منطوية في الأجسام، والله أعلم، وكان رضي الله عنه يقول الفرق بين معصية المؤمن، ومعصية الفاجر من ثلاثة أوجه المؤمن لا يعزم عليها قبل فعلها، ولا يفرح بها وقت الفعل، ولا يصر عليها، والفاجر ليس كذلك، وكان يحث أصحابه على ذكر اسم الله، وهو يقول: هذا الاسم سلطان الأسماء، وله بساط وثمرة فبساطه العلم، وثمرته النور، وإن حصل النور، وقع الكشف والعيان، وكان يقول ليست الفتوة بالماء، والملح، وإنما الفتوة الإيمان، والهداية، وكان يقول: ما سمي: إبراهيم الخليل فتى إلا لكونه كسر الأصنام الحسية التي وجدها، وأنت يا ولدي لك أصنام خمسة معنوية فإن كسرتها فأنت فتى: النفس، والهوى، والشيطان، والشهوة، والدنيا. وأفهم هاهنا لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي، وكان يقول: الكامل من يملك حاله، وله سوحة في العلم كما قيل لبعضهم مالك لا تتحرك في السماع أمس فقال: إنه كان في الجمع كبير فاحتشمت منه، ولو أني خلوت وحدي لأرسلت وجدي وتواجدت فانظر كيف كان زمام حاله معه يمسكه إذا شاء، ويطلقه إذا شاء، وإذا اتسع القلب بمعرفة الله تعالى غرقت في الواردات، ولهذا جهلت أحوال الأكابر أرباب المقامات، واشتهر أهل الأحوال لظهور آثار المواهب عليهم لضعفهم عن كتمها، ولضيقهم عن وسعها، وربما كان صاحب الحال أحظى عند الله، وعند الخلق بإقبالهم عليه من صاحب المقام مع أن بينه وبينه كما بين السماء، والأرض، ولذلك قال ابن عطاء الله: كلما تمكن الرجل في العلوم الإلهية، والمعارف الربانية استغرب في هذا العالم فيقل من يعرفه، ويفقد من يحيط به فيصفه، وكان يقول: كل سوء أدب يثمر لك أدبا فهو أدب. وكان رضي الله عنه يقول: كان الجنيد رضي الله عنه قطبا في العلم.

وكان سهل التستري رضي الله عنه قطبا في المقام، وكان أبو يزيد رضي الله عنه قطبا في الحال، وكان رضي الله عنه يقول: اللطف حجاب من اللطيف إذا وقف معه العبد، والحق لا يحب أن يأنس عبده إلى غيره. وقد أوحي الله تعالى إلى موسى عليه السلام نعم العبد بلخ لولا أن يسكن إلى نسيم الأسحار، ولو أنه عرفني ما سكن إلى غيري، وكان يقول في قول: أبي عبد الرحمن السلمى انتهى عقل العقلاء إلى الحيرة، معناه أنه لا حيرة إلا عند المؤمنين وأما المحققون فلا حيرة عندهم فيما فيه الحيرة عند المؤمنين، وكان يقول: قليل العمل مع شهود المنة من الله تعالى خير من كثير العمل مع شهود التقصير من النفس، وكان يقول: عن شيخه خرج الزهاد والعباد من هذه الدار، وقلوبهم مغلقة عن الله عز وجل، وكان يقول هو عن شيخه من لم يتغلغل في هذه العلوم مات مصرا على الكبائر، وهو لا يعلم، وكان يقول عن شيخه: كل شيء نهانا الله عنه فهو في معنى شجرة آدم عليه السلام لكنا افترقنا فإن آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة نزل إلى أرض الخلافة، وأنت إذا أكلت من شجرة النهي نزلت إلى أرض القطيعة فإياك ثم إياك، وكان يقول شخص من الأولياء يتكلم على الناس بأرض المغرب، وهو بادن فدخل عليه شخص مكشوف الرأس كبيرها فقال هذا يزهد في الدنيا، وهو كاذب فكوشف به الشيخ فقال من فوق المنبر يا أبا رويس ما سمعني إلا حبه، وكان رضي الله عنه يقول: لأصحابه إذا أكلتم طعام إنسان فاشربوا عنده ينال كمال الأجر فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سقي مؤمنا شرب ماء مع وجود الماء كان كمن أعتق سبعين من ولد إسماعيل عليه السلام ". وكان يقول: لا ينبغي للفقير أن يأخذ من أحد شيئا يقصد نفع نفسه إنما يأخذ ليثيب من يعطيه ويعوضه عليه فمن تطهرت نفسه، وتقدست فليقبل، وإلا فلا، وقال رضي الله عنه لبعض أصحابه لم انقطعت عن مجلسنا فقال: يا سيدي قد استغنيت بك فقال الشيخ ما استغنى أحد بأحد ما استغنى أبو بكر

مخ ۱۷