لواقح الانوار
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
خپرندوی
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
د چاپ کال
1315 هـ
بهم لا غير فإني ناصح لك يا ولدي وإذا رميت من يحبه الله تعالى بالبهتان والزور وتجرأت على من قربه الله تعالى أبغضك الله تعالى، ومقتك فلا تفلح بعد ذلك أبدا، ولو كنت على عبادة الثقلين، وكان رضي الله عنه يقول: من قام في الأسحار، ولزم فيها الاستغفار كشف الله له عن الأنوار، وأسقى من دن الدنو من خمار الخمار وأطلعت في قلبه شموس المعاني، والأقمار فيا ولد قلبي اعمل بما قلته لك تكن من المفلحين، وكان يقول: كم من يتلو الاسم الأعظم، ولا يدريه، وما فهم معناه، وما لمس الأولياء الشجرة فأثمرت إلا به ولا سأل الماء من صخرة إلا به ولا سخرت الوحوش لولي إلا به ولا سأل ولي القطر فنزل إلا به ولا أحيا الموتى إلا به وكان رضي الله عنه يقول: لا يكون الرجل غواصا في الطريق حتى يفر من قلبه، وسره، وعمله، وهمه، وفكره، وكل ما يخطر بباله غير ربه فآه آه لو كشف الحجاب عن الأثواب، وأبصر الأعمى الحرف الذي ليس بحرف، ولا ظرف، وذلك ما خفي من الغمض، وفتح قفل القفل، وفك أزرار المزرور فواشوقاه لصاحب تلك الحضرات مع أن الشوق لا يكون إلا للبعيد.
وكان رضي الله عنه يقول: كل من تحجبه أعماله، وأقواله عن درك ما شاء فهو محجوب عن مقام التوحيد، ومقام التفريد، ولا يزف الولي إلى ربه حتى يترك الوقوف مع سواه من مقام أو درجة، وكان يقول: إن أردت أن تجتمع على ربك فطهر باطنك، وضميرك من الخبث، والنية الردية، والإضمار بالسوء لأحد من خلق الله عز وجل وكان رضيى الله عنه يقول: إياك يا ولدي أن تقبل فتوى إبليس لك في الرخص فتعمل بها بعد عملك بالعزائم فإنه إنما يأمرك بالغي، والبغي في حجة رخصة الشرع لا سيما إن أوقعك في محظور ثم قال لك هذا مقدور أيش كنت أنت فإنك تهلك بالكلية. واعلم يا ولدي أن الله تعالى ما أمرك إلا باتباع نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد نهاك عن كل شيء يؤذيك في الدنيا، والآخرة فما بالك تخالفه، وإن كنت يا ولدي تقنع بورقة تزعم أنها إجازة فإنما إجازتك حسن سيرتك، وإخلاص سريرتك، وشرط المجاز أن يكون أبعد الناس عن الآثام كثير القيام، والصيام مواظبا على ذكر الله تعالى على الدوام فإن العبد كلما خدم قدمه سيده على بقية العبيد فهذه هي الإجازة الحقيقية، وأما إذا ادعيت المشيخة، وعصيت ربك قال لك أف لك أما تستحي أين دعواك القرب منا أين غسلك أثوابك المدنسة لمجالستنا كم توعى في بطنك من الحرام، وكم تنقل أقدامك إلى الآثام كم تنام، وأحبابي قد صفوا الأقدام أنت مدع كذاب، والسلام.
وكان يقول: الله خصم كل من شهر نفسه بطريقتنا، ولم يقم بحقها، واستهزأ بنا، وكان يقول: من خان لا كان، ومن لم يتعظ بكلامنا فلا يمشي في ركابنا، ولا يلم بنا، ولا خب من أولادنا إلا الشاطر المليح الشمائل وذلك يصلح لوضع السر فيه فيا أولادي ناشدتكم الله تعالى لا تسوءوا طريقي، ولا تلعبوا في تحقيقي ولا تدلسوا، ولا تلبسوا، وأخلصوا تتخلصوا فكلما أحببناكم، واخترناكم فلا تكدروا علينا ولا ترموا طريقنا بالكلام، وكما وفينا لكم حقكم في التربية، والنصح فوفوا لنا بالاستماع، والاتعاظ وإنما أمرتكم بما أمركم به ربكم فهو أمر الله لا أمري فإن نقضتم العهد فإنما هو عهد الله وإن كنتم لا تأخذون منا إلا أوراقا فلا حاجة لنا بكم، وكان يقول: بايعت الله تعالى على أني لا ألتمس أموالكم ولا آخذ تراثكم، ولا أدنس خرقتي بما في أيديكم فاسمعوا، وأطيعوا، وعلى أموالكم الأمان مني، ومن جماعتي الذين أخلصوا معي.
وأسأل الله تعالى أن يلحق بقية أولادي بمن خلص معي، ويجعلهم مثلهم فيشفقون على إخوانهم، وينصحونهم مع تجنب أموالهم، وكان رضي الله عنه يقول: من لم يزعم أن هلكته في طاعته فهو هالك فإن طاعتنا من جملة فضله، ومالنا في الوسط شيء، وكان يقول: يا ولدي احذر أن تقول أنا فإن الله يعجز المدعين، ولو كنت على عمل الثقلين هبطت أو صاحب منزلة سقطت، وكان يقول: والله لو وجدنا إلى الخلوة سبيلا أو وجدنا إلى الانقطاع عن أعين الناس من سبيل لفعلنا فإن القلب في هذا الزمان متعوب، والكبد كل وقت يذوب، فأين الملجأ، وأين المفر من أهل هذا الزمان زمان كثر فيه القال، والقيل ولكن الذي بلانا بأهله يدبرنا، ويعيننا بحوله، وقوته.
وكان يقول: من غفل عن مناقشة نفسه تلف، وإن لم يسارع إلى المناقشة كشف، وكان يقول: ما ابتلى الله عز وجل الفقير بأمر إلا وهو يريد أن يرقيه إلى منازل الرجال فإن صبروا كظم الغيظ وحلم، وعفا وتكزم رقاه إلى الدرجات، وإلا أوقفه وطرد، وكان رضي الله عنه يقول: لا يعصي أحدكم ربه عز وجل، ويمر على الهوام الضعيفة إلا وتوفى أن الله تعالى يعطيها قوة لتبطش به غيره على جناب الحق تعالى، ولا يمر على الطيور والوحوش إلا ويستعيذون بالله تعالى من رؤيته، ولا يرد ماء إلا ويود أن لا يشربه، ولا يمر في الهواء إلا، ويود
مخ ۱۴۵