لواقح الانوار
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
خپرندوی
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
د چاپ کال
1315 هـ
الخاص، والعام، وصرفه في العالم، ومكنه في أحكام الولاية، وقلب له الأعيان، وخرق له العادات، وأنطقه بالمغيبات، وأظهر على يديه العجائب، وصومه في المهد رضي الله عنه، وله كلام كثير عال على لسان أهل الطريق. ومن كلامه رضي الله عنه من لم يحن مجتهدا في بديته لا يفلح له مريد فإنه إن نام نام مريده، وإن قام قام مريده وإن أمر الناس بالعبادة وهو بطال أو توبهم عن الباطل، وهو يفعله ضحكوا عليه، ولم يسمعوا منه.
وكان ينشد كثيرا إذا قيل له انصحنا، وأرشدنا بمثالين من قول بعضهم:
لا تعدلين الحراير حتى تكوني مثلهن ... يقبح على معلولة تصف دواء للناس
وكان رضي الله عنه يقول: يجب على المريد أن لا يتكلم قط إلا بدستور شيخه إن كان جسمه حاضرا، وإن كان غائبا يستأذنه بالقلب، وذلك حتى يترقى إلى الوصول إلى هذا المقام، في حق ربه عز وجل، فإن الشيخ إذا رأى المريد يراعيه هذه المراعاة رباه بلطيف الشراب، وأسقاه من ماء التربية، ولاحظه بالسر المعنوي الإلهي فيا سعادة من أحسن الأدب مع مربيه، ويا شقاوة من أساء، وكان رضي الله عنه يقول: من عامل الله تعالى بالسرائر جعله على الأسرة، والحضائر، ومن خلص نظره من الاعتكاس سلم من الالتباس وكان رضي الله عنه يقول: من غاب بقلبه في حضرة ربه لا يكلف في غيبته فإذا خرج إلى عالم الشهادة قضى ما فاته، وهذا حال المبتدئين أما حال الكمل فلا يجري عليهم هذا الحكم بل يردون لأداء فرضهم، وسننهم، وكان رضي الله عنه يقول: من لم يكن متشرعا بتحققا نظيفا عفيفا شريفا فليس من أولادي، ولو كان ابني لصلبي، وكل من كان من المريدين ملازما للشريعة والحقيقة، والطريقة، والديانة، والصيانة، والزهد، والورع، وقلة الطمع فهو، ولدي، وإن كان من أقصى البلاد. وقيل له مرة ما تريد؟ فقال: أريد ما أراد الله عز وجل، وكان رضي الله عنه يقول: ما كل من وقف يعرف لذة الوقوف، ولا كل من خدم يعرف آداب الخدمة، ولذلك قطع بكثير من الناس مع شدة اجتهادهم، وكان رضي الله عنه يقول: سألتكم بالله يا أولادي أن تكونوا خائفين من الله تعالى فإنكم غنم السكين، وكباش الفناء، وخرفان العلف يا من تنور شواهم قد أوهج، ويا من السكين لهم تحد، وتجذب: " قوا أنفسكم وأهليكم نارا " " التحريم: 6 "، وكان رضي الله عنه يقول: لا يكمل الفقير حتى يكون محبا لجميع الناس مشفقا عليهم ساترا لعوراتهم فإن ادعى الكمال، وهو على خلاف ما ذكرناه فهو كاذب، وكان يقول: لا تنكروا على فقير حاله، ولا لباسه، ولا طعامه، ولا على أي حال كان، ولا على أي ثوب يلبس ولا إنكار على أحد إلا إن ارتكب محظورا صرحت به الشريعة، وذلك أن الإنكار يورث الوحشة والوحشة سبب لانقطاع العبد عن ربه عز وجل ، فإن الناس خاص وخاص الخاص، ومبتدي، ومنته، ومتشبه، ومتحقق، ويرحم الله تعالى البعض بالبعض، والقوي ما يقدر أن يمشي مع الضعيف وعكسه والفقراء غيث، وهو سيف فإذا ضحك الفقير في وجه أحدكم فاحذروه، ولا تخالطوه إلا بالأدب، وكان رضي الله عنه يقول: الشريعة أصل، والحقيقة فرع فالشريعة جامعة لكل علم مشروع، والحقيقة جامعة لكل علم خفي، وجميع المقامات مندرجة فيهما.
وكان رضي الله عنه يقول: يجب على المريد أن يأخذ من العلم ما يجب عليه في تأديته فرضه، ونفله، ولا يشتغل بالفصاحة، والبلاغة فإن ذلك شغل له عن مراده بل يفحص عن آثار الصالحين في العمل، ويواظب على الذكر، وكان يقول: الرجال منهم رجل، وبصف رجل، وربع رجل، ورجل كامل، وبالغ، ومدرك، وواصل، وكان رضي الله عنه يقول: توبة الخواص محو لكل ما سوى الله تعالى ولا يتطلعون إلى عمل، ولا قول يتوبون عن أن يختلج في أسرارهم أن لي أو يتوهمون أن علي، ويخشون من قول أنا فهم يراعون الخطرات، وكان يقول: يا مريدي اجمع همة العزم، وقوة شدة الحزم لتعرف الطريق، لإدراك لا بالوصف فأي مقام، وقفت فيه حجبك بل ارفض كل ما يحجبك عن مولاك فإن كل ما دون الله تعالى باطل، وكأن رضي الله عنه يقول: الأعراض تورث الأعراض، وكان يقول: دعني يا ولدي من البطالات، وتجرد من قالبك إلى قلبك، وكان رضي الله عنه يقول: احذر يا أخي أن تدعي أن لك معاملة خالصة أو حالا، واعلم أنك إن صمت فهو الذي صومك، وإن قمت فهو الذي أقامك، وإن عملت فهو الذي استعملك، وإن رأيت فهو الذي أراك، وإن شربت شراب القوم فهو الذي أسقاك، وإن اتقيت فهو الذي وقاك، وإن ارتفعت فهو الذي رقى منزلتك، وإن نلت فهو الذي نولك، وليس لك في الوسط شيء إلا أن تعترف بأنك عاص
مخ ۱۴۱