لواقح الانوار
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
خپرندوی
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
د چاپ کال
1315 هـ
ولم لا والتقي حلت عراه ... وبان على بنيه الإنكسار
لبيك معي على الدين البواكي ... فقد أضحت مواطنه قفار
وقد هدت قواعده اعتداء ... وزال بذاكم عنه الوقار
وأصبح لا تقام له حدود ... وأمسى لا تبين له شعار
وعاد كما بدا فينا غريبا ... هنالك ماله في الخلق جار
فقد نقضوا عهودهم جهارا ... وأسروا في العداوة ثم ساروا
إلى آخر ما قال. مات رضي الله عنه سنة نيف وسبعين، وستمائة، وكان رضي الله عنه يقول: كلام المنكرين على أهل الله تعالى كنفخة ناموسة على جبل فكما لا يزيل الجبل نفخة الناموسة كذلك لا يتزلزل الكامل بكلام الناس فيه. وكان يقول: السماع من بقية بقيت على الكامل فلو صار أكمل ما تحرك، وقد استمع السهروردي، والقرشي، وأضرابهما. قال: ولما وشوا بذي النون المصري رضي الله عنه إلى بعض الخلفاء، وادعوا أنه زنديق قال له الخليفة ما هذا الكلام الذي يقال فيك فقال : ما هو فقال قالوا إنك تقول كما يقول الحسين الحلاج فقال: لا أعرف ذلك إلا عند السماع فأرسل خلف قوال ينشد شيئا حتى أريكم فأنشد بين يديه فانتفخ ذو النون حتى بقي كالفيل وقطرت كل شعرة منه الدم فقال: الخليفة ما هذا عن باطل ثم أكرمه ورده إلى مصر مكرما، وكان إذ ذاك مقيما بأخميم، وحكي أن سهل بن عبد الله التستري رضي الله عنه قال: التوبة فرض على كل عبد في كل نفس فأنكر عليه أهل بلده، وكفروه حتى خرج من تستر إلى البصرة، ومات بها هذا مع علم سهل، واجتهاده، وعلو شأنه قال: وكذلك شهدوا على الجنيد رضي الله عنه بالكفر مرارا حتى تستر بالفقه، واختفى مع علمه ومعرفته، وهذا من أعجب العجائب، وتقدم جملة من ذلك في مقدمة هذا الكتاب والله أعلم.
ومنهم الشيخ أبو الحسن بن الصائغ السكندري
رضي الله تعالى عنه
كان من أجل أصحاب سيدي الشيخ عبد الرحيم القناوي، وكان يخرج على أصحابه، ويقول لهم أفيكم من إذا أراد الله تعالى أن يحدث في العالم حدثا أعلمه به قبل حدوثه فيقولون لا فيقول أبكوا على قلوب محجوبة عن الله عز وجل، ونزل رضي الله عنه مرة كنزا فوجد فيه سبعة أرادب ذهبا فأخذ منها سبعة دنانير وقال لم يؤذن لي في أخذ شيء غير ذلك، وكان يقول: لا ينبغي لشيخ رباط الفقراء أن يدع الشباب المرد يقيمون عنده إذا خاف من إقامتهم مفسدة على بعض الفقراء لا سيما جميل الصورة من الشباب اللهم إلا أن يكون الشاب غائبا عن طرق الفساد مقبلا على طرق عبادة ربه لا يتفرغ للهو، ولا للعب بشرط أن يتولى الشيخ أمره في الخدمة بنفسه دون نقيب الفقراء إلا أن يكون النقيب متمكنا في نفسه يبعد عنه الفساد، وقال لا ينبغي للشاب أن يجلس في وسط الحلقة مع الرجال إنما يجلس خلف الحلقة، ولا يواجه الناس بوجهه، ولا يخالط أحدا من الفقراء حتى يلتحي، وكان رضي الله عنه إذا جاءه شاب جميل الصورة ينزع ثيابه، ويلبسه الخيش، والمرقعات، وحكي أن شخصا أراد أن يفعل فاحشة في أمرد في مقبرة الشيخ أبي الحسن رضي الله عنه فصاح الشيخ من داخل القبر أما تستحي من الله يا فقير، رضي الله عنه.
ومنهم الشيخ أبو السعود بن أبي العشائر
رضي الله عنه
ابن شعبان بن الطيب الباذيني بلدة بقرب جزائر واسط بالعراق رضي الله عنه. ومن أجلاء مشايخ مصر المحروسة، وكان السلطان ينزل إلى زيارته، وتخرج بصحبته سيدي داود المغربي، وسيدي شرف الدين، وسيدي خضر الكردي، مشايخ لا يحصون، وكان يسمع عند خلع نعليه أنين كأنين المريض فسئل رضي الله عنه عن ذلك فقال: هي النفس تخلعها عند النعال إذا اجتمعنا بالناس خشية التكبر، وصام في المهد رضي الله تعالى عنه. مات رضي الله عنه بالقاهرة في يوم الأحد تاسع شوال سنة أربع وأربعين وستمائة، ودفن من يومه بسفح الجبل المقطم، ومن كلامه رضي الله عنه ينبغي للسالك الصادق في سلوكه أن يجعل كتابه قلبه، وكان يقول: من كان الطلب شغله يوشك ألا يضل عن طريق الله تعالى، ومن كان المطلوب شغلة يوشك ألا يقف فالطلب شغل الظاهر، والمطلوب شغل الباطن، ولا يستقيم ظاهر إلا بباطن، ولا يسلم ظاهر إلا بباطن، وكان رضي الله عنه يقول: لا ينصحك من لا ينصح نفسه، ولا تأمن الغش ممن غش نفسه، وكان يقول: من رأيته يميل إليك لأجل نفعه منك فاتهمه، وكان يقول: من ذكرك بالدنيا، ومدحها عندك ففر منه، ومن كان سببا لغفلتك عن مولاك فأعرض عنه، وعليك بحسم مادة الخواطر المشغلة التي يتولد منها محبة الدنيا، وإذا صدر منها خاطر فاعرض عنه، واشتغل بذكره عز وجل عن ذلك الخاطر وكان يقول: احذر أن تساكن الخاطر
مخ ۱۳۷