وقد اعترف بالحق في هذا أهل الإنصاف، كالحافظ ابن حجر، حيث قال، في الجزء السابع صفحة (138) من فتح الباري في فضائل خديجة رضوان الله عليها في ذكر البشارة لها ببيت في الجنة؛ مالفظه: وفي ذكر البيت معنى آخر؛ لأن مرجع أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليها، لما ثبت في تفسير قوله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت } [الأحزاب:33]، قالت أم سلمة: لما نزلت دعا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فاطمة وعليا والحسن والحسين، فجللهم بكساء، وقال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي)) الحديث، أخرجه الترمذي وغيره /54 قلت: أخرجه مالك، وأحمد بن حنبل، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والدار قطني، والحاكم، وأبو الشيخ، والطبراني، والبيهقي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن خزيمة، وابن عساكر، وابن مردويه، وابن المنذر، وعامة المحدثين، وأهل البيت بأسانيدهم إلى أمير المؤمنين، والحسن السبط، وفاطمة الزهراء، وابن عباس، وعبدالله بن جعفر، وجابر بن عبدالله، وأنس بن مالك، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهم.
وقد أوضحت ذلك في صفحة 234 من شرح الزلف [الطبعة الأولى].
قال ابن حجر: لأن الحسنين من فاطمة، وفاطمة بنتها، وعلي نشأ في بيت خديجة، وهو صغير، ثم تزوج بنتها بعدها؛ فظهر رجوع أهل البيت النبوي إلى خديجة دون غيرها. انتهى المراد.
وقد تكلم أعلام الأئمة، وعلماء الأمة، رضوان الله عليهم على
وجه الدلالات في أخبار الغدير وأخبار الثقلين وغيرها، في مؤلفاتهم بما لامزيد عليه.
[تلخيص البحث على حديث الكساء]
وقد لخص البحث في أخبار الكساء من هذا الوجه الإمام الناصر الأخير، عبدالله بن الحسن (ع) في الأنموذج الخطير ، ولفظه: وقد دل الحديث على تخصيص علي وفاطمة والحسن والحسين (ع)، وإخراج غيرهم من الموجودين في ذلك الوقت من وجوه:
الأول: أنه دعاهم دون غيرهم، ولو شاركهم غيرهم في كونه من أهل البيت(ع) لدعاه.
الثاني: اشتماله عليهم بالكساء دون غيرهم؛ ليكون بيانا بالفعل مع القول.
الثالث: أنه قال: ((اللهم إن هؤلاء أهل بيتي)) مؤكدا للحكم بإن.
الرابع: تعريف المسند إليه بالإشارة، الذي يفيد تمييزه أكمل تمييز، كما يعرفه علماء المعاني.
مخ ۵۵