أو نحو ذلك من /49 التأويل، أو يكون المقصود بنبي الرسول نفسه صلى الله عليه وآله وسلم والتنكير فيه للتعظيم؛ هذا على فرض حصول معارضة بينه وبين شيء من ذلك القبيل، والواجب اتباع الدليل، وتقديم ماوردت به الأخبار الصحيحة على ماسواها من الحكايات والأقاويل، والله أعلم.
هذا، وقد تضمنت خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم
الغدير خبر الثقلين، وتوصية الأمة بالخليفتين، وهو من أخبار السنة المتواترة، والحجج المنيرة القاهرة، القاضية بوجوب اتباع العترة الطاهرة، ولزوم الائتمام بهم، والاعتصام بحبلهم وتقديمهم، والاهتداء بهديهم، والتمسك بدينهم، على جميع المسلمين، في جميع معالم الدين.
[تعدد مقامات خبر الموالاة]
وقد صدر في مقامات عديدة، ومواقف كثيرة؛ منها: في هذا المقام بغدير خم، ومنها: بعرفة، ومنها: بعد انصرافه من الطائف، ومنها: بالمدينة في مرضه صلى الله عليه وآله وسلم وقد امتلأت الحجرة بأصحابه.
وفي رواية عند الطبراني، عن ابن عمر: آخر ماتكلم به النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((اخلفوني في أهل بيتي)) وفي ألفاظها: ((إني تارك فيكم))، و((مخلف فيكم))، و((قد تركت فيكم)) وبلفظ: ((ثقلين))، و((خليفتين))، و((أمرين))، و((ما إن تمسكتم به))، و((إن اعتصمتم به))، و((ما إن أخذتم به لن تضلوا))؛ وفيه: ((لاتقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم)).
فائدة، لم ترد الفاء الرابطة في شيء من روايات ((ما إن تمسكتم لن تضلوا)) ونحوها؛ مع أنه من مواضع لزومها في الجزاء؛ والذي يظهر لي والله أعلم أن الجواب لقسم مقدر، أي والله ماإن تمسكتم به لن تضلوا ؛ وهذا أولى من الحمل على الشذوذ فيه، والمقام يرجحه ويقتضيه، والله الموفق.
نعم، بعد تحرير هذا وجدت الشريف الرضي قد سبق إليه؛ والحمد لله /50
مخ ۵۰