وأما قوله /47 صلى الله عليه وآله وسلم : ((كتاب الله سبب)) فهو من صريح التشبيه لذكر طرفيه، فلا مجاز فيه.
نعم، وفي جميع ذلك من الفصاحة الرائعة، والبلاغة البارعة، والبعث للعباد على التزامه، والوقوف عند حله وإبرامه، مايبهر الألباب، وتخر خاضعة لجلالة موقعه الرقاب، كيف لا وهو كلام من لاينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى؟
ونعود إلى تمام الخطبة النبوية صلوات الله وسلامه على صاحبها وآله .
((فتمسكوا به ولاتولوا ولاتضلوا؛ والأصغر منهما عترتي، من استقبل قبلتي، وأجاب دعوتي، فلا تقتلوهم ولاتقهروهم ولاتقصروا عنهم؛ فإني قد سألت لهما اللطيف الخبير؛ فأعطاني، ناصرهما لي ناصر، وخاذلهما لي خاذل، ووليهما لي ولي، وعدوهما لي عدو؛ ألا فإنها لم تهلك أمة قبلكم حتى تدين بأهوائها، وتظاهر على أهل نبوتها، وتقتل من قام بالقسط منها)).
ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها؛ وقال: ((من كنت وليه فهذا)
وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه قالها ثلاثا )) انتهى.
[مخرجوا خطبة الغدير]
وقد روى هذه الخطبة النبوية صاحب المناقب أبو الحسن علي بن محمد المغازلي الشافعي، بسنده.
ورواها صاحب جواهر العقدين عن حذيفة بن أسيد أو زيد بن أرقم كذا في كتابه الموجود؛ وفي الهداية شرح الغاية، لابن الإمام (ع)، نقلا عن الجواهر: عنهما، بالجزم ولفظ: قالا، وساق الخبر نحو ماسبق باختلاف يسير وفيه: ((لن يعمر نبي إلا نصف عمر الذي قبله)) وفيه: ثم قال: ((ياأيها الناس، إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم؛ فمن كنت مولاه فهذا مولاه يعني عليا اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه)) وفيه: ((وإني سائلكم حين تردون علي عن ثقلي فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به، لاتضلوا ولاتبدلوا، وعترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا /48 علي الحوض)).
مخ ۴۸