ذكرت فصغرها العذول جهالة .... حتى بدت للناظرين فكبرا ومصداق هذا ما قاله المؤلف حين قال: (فهذا المجموع المبارك - إن شاء الله تعالى - خلاصة ما ينيف على عشرين مجلدا في هذا الباب وغيره، سوى ما من الله تعالى بجمعه وتحصيل نفعه، مما لم يكن مزبورا في كتاب، وليس مختصا بجمع الأسانيد؛ بل يتضمن إن شاء الله فوائد وفرائد من أنواع من الفنون، تقر بها العيون، ويرتاح لها الراغبون).
وقد ركزها المؤلف على أحد عشر فصلا: قال:
الفصل الأول: اعلم أيدنا الله وإياك بتأييده، وأمدنا بمواد لطفه وتسديده أن من أقدم ما يتحتم، وأهم ما يتعين، على الناظر في كتاب ربه، وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم من ذوي الألباب عرفان الحق والمحقين، المشار إليهم بقوله عز وجل: {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين(119)} [التوبة]، لما يتوقف عليه من رواية السنة الشريفة، وتفسير الكتاب، ولتوليهم واتباع سبيلهم، المأخوذين على كافة المكلفين بقواطع الأدلة، وإجماع جميع المختلفين.
ثم ساق حتى قال: وقد أقام الله جل جلاله حججة على هذه الأمة كما أقامها على الأمم؛ فكان مما أوجب عليهم وحتم، وأمرهم به وألزم، وافترضه عليهم وحكم، في محكم كتابه الأكبر، وعلى لسان رسوله سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم ، المأخوذ ميثاقه في منزلات السور: الاعتصام بحبله، والاستمساك بعترة نبيه وآل رسوله صلى الله عليه وآله وسلم الهادين إلى سبيله، الحاملين لتنزيله، الحافظين لقيله، العاملين بمحكمه وتأويله، ومجمله وتفصيله.
الذين سيدهم ومقدمهم وإمامهم، ولي المؤمنين، ومولى المسلمين، سيد الأوصياء، وإمام الأولياء، وأخو خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وقد أعلى الله شأنهم، وأعلن برهانهم، بما شهد به كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - مما أجمعت عليه الأمة على اختلاف أهوائها، وافتراق آرائها، فخرج في دواوين الإسلام، وعلم به الخاص والعام، ولزمت به الحجة جميع الأنام.
مخ ۵