ووقعت شبههم هذه الباطلة، وتأثرت محالاتهم المضمحلة الماحلة، في قلوب كثير ممن لاثبوت لأفهامهم في مجال العلوم، ولارسوخ لأقدامهم في مقام المنطوق والمفهوم، ولا اطلاع لهم على الحقائق، ولاتمييز بالنظر الصحيح بين مخالف وموافق.
ومن لا يتق الضحضاح زلت .... به قدماه في البحر العميق
وصار الحال كما قال:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى .... فصادف قلبافارغا فتمكنا
وأكد هذا أن مؤلفات المخالفين منشورة، قد امتلأت بها جوانب
المعمورة، وأسفار الهداة، من سفن النجاة، عن الانتشار محصورة ومهجورة؛ حتى صار الذين لا هوى لهم في مجانبة الحق، يطلعون على نقولات الباطل المختلق، ولايهتدون إلى أقوال أئمتهم، وردود أعلام ملتهم، ويرون الروايات عن الرواة، فلا يفرقون بين معدل ومجروح، ومقبول ومطروح، ولا يعرفون من هو في حزب المضلين الغواة، ومن هو في حزب المهتدين الهداة، مع سفن النجاة.
[تشنيع المؤلف على من شنع على العترة ونسب إليهم ترك الإسناد]
وإن من العجائب وما عشت أراك الدهر عجبا أن أناسا من رؤساء هؤلاء الفريق، صاروا يموهون على الأغمار، بأن العترة الأطهار (ع)، وأتباعهم الأبرار رضي الله عنهم ، ينهون عن اتباع الدليل، ويأمرون بالتقليد، ويسمون من خالف آل محمد صلوات الله عليه وعليهم ورفض الأدلة المعلومة من الكتاب والسنة، بالاجتهاد المطلق، والاتباع للحق.
ويا سبحان الله! ومن الذي دعا الخلق إلى الحق، واتباع الكتاب والسنة، وهدى العباد، وسن لهم الجهاد والاجتهاد، والأخذ ببرهان الأدلة، غير أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، قرناء التنزيل، وأمناء التأويل، صلوات الله وسلامه عليهم؟! /19 [سبب تقليد غير العترة وتنزيه الأئمة الأربعة عن مخالفتهم]
مخ ۱۹