فأظن أن من المستدرك التصدي للتعريف به، بعد ما ذكرناه، وبعد وجود هذا الكتاب أمام القارئ، وهو سيقف من خلاله على عملاق من عمالقة الفكر الإنساني، وبطل من أبطال المعرفة الإسلامية، وإمام في التحقيق، وجامع للمنقول، ومتضلع في المعقول، وحافظ لآيات القرآن وتفسيره، وحاكم في السنة الشريفة سندا ومتنا، ومتبلغ واسع /10 الأطراف، ذو باع طويل في الفقه، ومجتهد ضليع في الأحكام، ومالك لأزمة اللغة وتصريف الكلام، وأديب ماهر في البلاغة والفصاحة، تنساق المعاني طوعا لبيانه، فيصوغها في بديع ألفاظه وكلماته.
إلى جانب تواضع فذ، ووعظ نافذ، وتحرق على الحق وأهله، ومما يجد من التحريف عند المعاندين، والانحراف عن سنن الدين وإلى هدف الإصلاح الذي يتابع به خطواته وحركاته عندما يحاور المخالفين، ويحاول إرشاد قارئيه.
فهو بكل ذلك يمثل بحق (الأئمة الهداة من أهل البيت) الذين أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالتمسك بهم، وجعل الهداية عندهم، والضلالة في مخالفتهم ومفارقتهم، والتخلف عنهم، ومن أراد التوسع في معرفة ترجمته، فعليه بما كتبه تلميذه الوفي الأديب العلامة حسن بن محمد الفيشي حفظه الله، فإنه استوفى ذلك بشكل كامل، وهي مطبوعة في نهاية (التحف شرح الزلف).
صلتي بالمؤلف والكتاب:
لقد تعرفت على شخصية السيد المؤلف دام مجده سنة (1394ه) من خلال معرفتي بأحد تلامذته الكرام ممن زار النجف الأشرف، حيث كنت ساكنا للتحصيل العلمي، فطلبت منه أن يوصل رسالة مني إلى سماحة السيد، وقد استجزته فيها، فأجازني بالجامعة المهمة لأسانيد الأئمة، التي هي مختصر من الفصل الخامس من هذا الكتاب (لوامع الأنوار).
مخ ۱۱