لوامع انوار
لوامع الأنوار
ژانرونه
قال: إسناده ضعيف، لكن له شواهد من حديث عبدالله بن عمر، ويعلى بن مرة، والحسن بن علي، /165 وغيرهم؛ وقد أوردتها في كتاب التفسير، والمسند، وأشرت إليها في كتاب أسباب النزول. انتهى.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : ((إن أهل بيتي يلقون من أمتي قتلا وتشريدا، وإن أشد قومنا لنا بغضا بنوا أمية وبنوا المغيرة وبنوا مخزوم)) أخرجه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد.
وقد ساق الشوكاني في فتح القدير الأخبار في هذا المعنى، وزاد: وأخرج ابن مردويه، عن عائشة أنها قالت لمروان بن الحكم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لأبيك وجدك: ((إنكم الشجرة الملعونة في القرآن)).
قال الشوكاني: في هذا نكاره؛ وعلل ذلك بأن جد مروان، لم يدرك زمن النبوة.
قلت: وذلك ساقط؛ لأن اللام ليست للتبليغ هنا؛ بل بمعنى عن، كما في قوله تعالى: {وقال الذين كفروا للذين ءامنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه } [الأحقاف: 11] وقوله تعالى: {الذين قالوا لإخوانهم } الآية [آل عمران:168] أي: عنهم وفي شأنهم.
وهنا كذلك أي: يقول عن أبيك وجدك.
فهذا هو الذي يجب المصير إليه، ولامعنى للتشكيك في الرواية الصحيحة، التي لها شواهد متضافرة؛ بل متواترة، بمثل هذا التعليل العليل.
وأيضا، فلو كانت للتبليغ، لأمكن ذلك باعتبار الحكم، وعطف والده عليه تغليبا؛ وهذا واضح للمنصفين.
وفي البخاري بسنده إلى أبي هريرة، أنه قال: سمعت الصادق المصدوق يقول: ((هلكة أمتي على يد غلمة من قريش)).
قال مروان: لعنة الله عليهم غلمة.
قال أبو هريرة: لو شئت أن أقول بني فلان بني فلان، لقلت.
قال في فتح الباري في الجزء (13) ص (9): تنبيه، يتعجب من لعن مروان الغلمة، مع أن الظاهر أنهم من ولده، كأن الله أجرى ذلك على لسانه؛ ليكون أشد عليهم في الحجة، لعلهم يتعظون.
وقد وردت أحاديث في لعن الحكم، والد مروان، وما ولد، أخرجها الطبراني؛ وبعضها فيه مقال وبعضها جيد. انتهى المراد. /166
مخ ۱۶۶