ذكر السيد المؤلف دام مجده أنه ألف هذا الكتاب على أساس التماس جمع من طلاب العلم (أن يوصل سندهم بسنده، ويصحح لهم في طرق الرواية معتمدة، ويوضح لهم الأسانيد النافعة الجامعة إلى أربابها /5 كما هي السنة الماضية عند علماء الإسلام، والطريقة المرضية بين ذوي الحل والإحرام).
ويتواضع في حديثه على عادة العلماء الكرام فيقول: (فرجحت الإجابة على الامتناع، على قصر الباع، وقلة المتاع، لما ورد في السنة والقرآن من تحتم التبليغ والبيان، والوعيد الشديد على الكتمان).
ويؤكد أسباب تأليفه، فيقول: (ولما شاهدت تقاعد الهمم، وانحلال العزائم، وانهدام المعالم، حتى كاد يندرس الأثر، وينطمس الخبر والخبر... وما سببه إلا تثاقل الأتباع، وتكاسل الأشياع، من الحفظ لآثار أئمتهم، وأعلام ملتهم، لا سيما في هذه الأعصار: حثالة الحثالة، التي استحكمت فيها أدواء الجهالة).
وهذا تصوير حي لما توصلت إليه الأمة من حالات التردي في الجهل بتراثها، والبعد عن معارفها، ومصادر الثروة الغنية الموثوقة، بحيث تجرأ أدعياء الفكر الجديد، والعقل الجديد، والوعي العربي الحديث على التهجم على الإسلام وأدواته المعرفية!
فهذا الكتاب هو رد علمي على هذه الشرذمة المستأجرة للغرب، ونزعاتهم.
بينما هو أداة لتوعية الأمة، وإرشادها إلى ما في حوزتهم ومتناول أيديهم من ذخائر الفكر والتراث العظيمة، التي تمكن الآباء بها من العيش في الحياة بسلام في عالم الأمس، ومن أجل ذلك استهدفه الغربيون وعملاؤهم في عالم اليوم.
ثم إن وصية السيد المؤلف بضبط الكتاب والتأكد من صحته، مما يؤكد ما ذكرناه من الوثوق بمصادر المعرفة الإسلامية، ويركز هذا /6 الغرض، حيث يقول:
مخ ۶