لوامع انوار
لوامع الأنوار
ژانرونه
قال: لأن الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم ، قد أخبر أن الله يحب وصيه، وأطلق الفعل عن التقييد، بسبب المحبة؛ فهو صادق على متعلقاته كلها. /112 كما أفادت أيضا نفي كل رذيلة لايحب الله المتصف بها، كالظلم، لا يحب الله الظالمين؛ وكالاختيال والفخر: {إن الله لا يحب كل مختال فخور (18)} [لقمان]، وغير ذلك مما لايأتي عليه العد، ولو أفردت هاتان الكلمتان بتأليف، لجاء بسيطا.
إلى قوله: ومن هنا يظهر سر الإخبار من الصادق صلى الله عليه وآله وسلم أنه لايحبه إلا مؤمن، ولايبغضه إلا منافق؛ لأن المؤمنين هم الذين يحبون ماأحب الله ورسوله وملائكته، فيالله، هاتان الجملتان ما اشتملتا عليه من الاتصاف بالفضائل، وما أفادتاه من طهارته (ع) من الرذائل!، ولا غرو، فهي من تحت شفاة من لا ينطق عن الهوى، ومن لسان من أوتي جوامع الكلم؛ فلأمر ما اختار هذه الصفات في ذلك المقام، تنويها بالثناء، وإعلاما بما منحه الله من الحسنى.
ومن فضائله (ع) وصفه بأنه كرار غير فرار؛ فإنها نهاية في وصفه بالشجاعة المحبوبة لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، وللعقلاء من كل ملة ونحلة.
إلى قوله: ولايحسن الإطناب في كون الشجاعة صفة مدح، ولا في كونه كان أكمل الناس اتصافا بها؛ لأن الإطناب في ذلك كالإطناب في وصف الشمس بالإضاءة والإشراق، ووصف الليل والنهار بالتعاقب والافتراق. انتهى.
قلت: ودلالة خبر الغدير وخبر المنزلة، وغيرهما من الآيات والأخبار، التي هي أجلى من شمس النهار، قولا وفعلا وحالا على إمامته صلوات الله عليه وعصمته، وقيام حجته متجلية المنار، واضحة الشموس والأقمار، لأولي الأبصار.
والشمس إن خفيت على ذي مقلة
مخ ۱۱۳