جـ- ومن أمثلة ذلك ما نقله في آخر مبحث الإستواء عن الكمال بن الهمام الحنفي في تأويل الإستواء بالإستيلاء وغيره من الصفات دون الرد عليه وقد ذكرت الرد على ذلك مفصلًا (١).
ومن الملاحظات على المؤلف رحمه اللَّه تعالى إكثاره من إيراد الأحاديث الضعيفة بل والموضوعة أحيانًا دون بيان درجتها وقد نبهت على ذلك في مواضعه، وهذه بعض الأمثلة على ذلك:
١ - ما أورده في فضل أبي بكر وعمر ﵄ من حديث ابن عباس ﵁ أن النبي ﷺ قال: "إن اللَّه تعالى أيدني بأربعة وزراء: اثنين من أهل السماء جبريل وميكائيل، واثنين من أهل الأرض أبو بكر وعمر" هذا الحديث قال الهيثمي في مجمع الزوائد في إسناده محمد بن مجيب الثقفي وهو كذاب. (انظر ١/ ٣٧٠) من هذا الكتاب.
٢ - ما أورده في فضائلهما أيضًا في حديث أبي هريرة ﵁ أن رسول اللَّه ﷺ قال: "أبو بكر وعمر خير الأولين والآخرين وخير أهل السموات وخير أهل الأرض إلا النبيين والمرسلين" هذا لحديث قال فيه الذهبي موضوع. وقد بينت ذلك انظر (٢/ ٨).
٣ - ما أورده في مبحث إثبات الصحف (٢/ ٢٠٦) من حديث أنس ﵁ عن النبي ﷺ قال: "الكتب كلها تحت العرش فإذا كان يوم القيامة يبعث اللَّه ريحا فتطيرها بالأيمان والشمائل أول خط فيها ﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ [الإسراء: ١٤]. هذا الحديث من رواية يغنم بن سالم قال عنه العقيلي منكر الحديث. انظر التفصيل (٢/ ٢٠٦).