242

لوائح الانوار السنيه و لواقح الافکار السنيه

لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية

پوهندوی

عبد الله بن محمد بن سليمان البصيري

خپرندوی

مكتبة الرشد للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م

د خپرونکي ځای

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

والدعوة، فله اختصاص بذلك على غيره من سائر الكتب الإلهية كما ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: "ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه اللَّه إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة" (١). قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: يعني أن معجزتي التي تحديت بها الوحي الذي أنزل عليّ وهو القرآن لما اشتمل عليه من الإعجاز الواضح، قال: وليس المراد حصر معجزاته فيه، ولا أنه لم يؤت من المعجزات ما أوتي من تقدمه. بل المراد أنه المعجزة العظمى والآية الكبرى التي اختص بها دون غيره ﷺ من الاُنبياء ﵈ (٢). انتهى. ولا يخفى أن كون دعوة النبي ﷺ التي هي شريعته المبعوث بها فيها معجزته التي تحدى الخلق بها من أعظم الآيات وأبهر المعجزات، وأظهر الدلالات، ولهذا استمرت معجزته العظمى باستمرار شريعته الغراء. وفيه إشارة، وتنبيه، وبشارة، وتنويه بأن هذا النبي الأمين خاتم النبيين والمرسلين، فشريعته دائمة ما دام الملوان (٣) ومعجزته باقية ما

(١) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه في فضائل القرآن، باب كيف نزل الوحي أول ما نزل (٨/ ٦١٩)؛ وفي الإعتصام باب قول النبي ﷺ: بعثت بجوامع الكلم (١٣/ ٢٦١) رقم (٧٢٧٤)؛ وأخرجه مسلم في الإيمان رقم (١٥٢) باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد ﷺ من رواية أبي هريرة ﵁. (٢) انظر: فتح الباري (٨/ ٦٢٣). (٣) الملوان: الليل والنهار وطرفاهما وهما في المثنى الذي لا يفرد واحده.

1 / 247