المشهور بالجراحي (المتوفى سنة ١١٦٢ هـ) صاحب كشف الخفاء ومزيل الالباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، والشيخ أبي طاهر الكوراني الكردي، والشيخ حسن العجيمي في الحرمين الشريفين، والشيخ سليمان بن يحيى الأهدل في اليمن والشيخ محمد بن أحمد السفاريني (المتوفى سنة ١١٨٨ هـ) والأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني (المتوفى سنة ١١٤٢ هـ) صاحب سبل السلام وغيرهم (١).
ولكن الذي يظهر: أن هؤلاء الذين ذكرهم -أو أغلبهم- لم يكونوا من أهل الإبتكار -غالبا- وإنما تآليفهم إما أن تجدها حواشي على مؤلف أو اختصار أو جمع أو غير ذلك مما كان يتطلبه هذا العصر وإن كان لهم في ثنايا ذلك بعض الترجيحات والتصويبات (٢).
ويصف الشيخ السفاريني الحالة العلمية التي عاشها في معرض حديثه عن عزمه على شرح (ثلاثيات مسند الإمام أحمد) بعد تردد طويل قال -بعد أن استقر رأيه على كتابة شرحه القيم: ". . . ولم يبق من آثار هذا البيان إلا حكايات تتزين بها الطروس ككان وكان والعلم قد أفلت شموسه وتقوضت محافله ودروسه وربعه المأهول أمسى خاليًا وواديه المأنوس أضحى موحشًا داويا وغصنه الرطيب غدا داويًا وبرده القشيب صار باليًا فالعالم الآن قلت مضاربه وضاقت مطالبه وعالت معاطيه وسددت مذاهبه فليس له في هذا الزمان ومنذ أزمان إلا التجاء إلى عالِم السر والإعلان. . . " (٣).
_________
(١) مقدمة الدكتور محمد السمهري لكتاب "البحور الزاخرة" (ص ١٣) نقلًا عن مجلة البعث الإسلامي، العدد ٥ المجلد ٢٩ شهر صفر سنة ١٤٠٥ (ص ١١، ١٣).
(٢) مقدمة الدكتور محمد السمهري لكتاب "البحور الزاخرة" (ص ١٣).
(٣) انظر "شرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد" (١/ ٤).
1 / 21