فأبو بكر وعمر، وأما اللذان في السماء: فجبريل وميكائيل عليهما السلام . وقال عليه الصلاة والسلام: إذا أراد الله بملك خيرا جعل له وزيرا صالحا إن نسي ذكره، وإن نوى خيرا أعانه، أو أراد شرا كفه» . وقيل: لا تغتر بكرامة الأمير إذا غشك الوزير. وإلى هذا أشار ابن العميد وزاد فيه حيث قال لصديق له من العلوية وكان مختصا بأميره ركن الدولة:
وزعمت أنك لست تفكر بعد ما
علقت يداك بذمة الأمراء
هيهات لم تصدقك فكرتك التي
قد أوهمتك غنى عن الوزراء
لم تغن عن أحد سماء لم تجد
أرضا ولا أرض بغير سماء «3»
والذي يحكم بشرف الوزراء ومكانتهم ومشاركتهم الملوك في الأمور، وتصريف أعنة التدابير، ما في المزدوجة المعروفة بذات الحلل قصيدة ابن المعتز:
إذا طلبت نائل الأمبر
فالطف له من قبل الوزير
وكان أنوشروان يقول: لا يستغني أعلم السلاطين عن الوزير، ولا أجود السيوف عن الصقال، ولا أفره الدواب عن السوط، ولا أعقل النساء عن الزوج. وما أحسن قول أبي تمام لمحمد بن عبد الملك
مخ ۳۶