234

وهو إذا أنت تأملته

حزن على الخدين محلول

فصل لأبي الحسن بن أبي القاسم القاشاني:

قد شفيت غليلي بما استدررته من أسراب الدموع المتجبرة، وخففت عني بعض البرحاء بما امتريته من أخلافها المتحدرة.

باب ذم البكاء

قال بعض الحكماء لبعض الملوك وقد رآه في مصيبة يبكي: ليس يليق بالسلطان ما هو عادة الصبيان والنسوان.

وكان محمد بن عبد الملك الزيات يقول: إن البكاء من خور الطبيعة وضعف النحيزة، وترك البكاء في الخطوب النزل من أخلاق القوم البزل، ولذلك قال الشاعر:

يبكى علينا ولا نبكي على أحد

لنحن أغلظ أكبادا من الإبل

وقال أبو تمام في التجلد وترك البكاء عند المصيبة، وقد أحسن:

خلقنا رجالا للتجلد والأسى

وتلك الغواني للبكاء والمآتم

وللبحتري:

ولعمري ما العجز عندي إلا

أن تبيت الرجال تبكي النساء

وقال ابن الرومي في الرزايا وترك البكاء:

مخ ۲۳۹