223

باب مدح الغربة

من أحسن ما قيل في ذلك قول البرقعي:

إذا النار ضاق بها زندها

ففسحتها في فراق الزناد

إذا صارم قر في غمده

حوى غيره الفضل يوم الجلاد

وفي الاضطراب وفي الاغتراب

منال المنى وبلوغ المراد

وكان يقال: ليس بينك وبين بلدك نسب، فخير البلاد ما حملك وجملك.

وقال بعض الحكماء: اهجر وطنك إذا نبت عنه نفسك، وأوحش أهلك إذا كان في إيحاشهم أسك.

وقال آخر:

فلان تشرق أو تغرب طالبا

وتكون في الإقبال والإدبار

خير وأكرم بالفتى من عيشة

ضنك يقوم بها على إقتار

وكان سهل بن مروان يقول: لست ممن يقطع نفسه بصلة وطنه.

مخ ۲۲۸