لطائف المعارف فیما لمواسم العام من الوظائف
لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف
ایډیټر
ياسين محمد السواس
خپرندوی
دار ابن كثير
شمېره چاپونه
الخامسة
د چاپ کال
۱۴۲۰ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
تصوف
وبطونُها من ظهورها". قالوا: لمن هي يا رسولَ الله؟ قال: "لمن طيَّب الكلامَ، وأطعَمَ الطَّعامَ، وأدامَ الصِّيام، وصلَّى بالليل والنَّاس نيام" (^١).
وهذه الخصال كلُّها تكون في رمضانَ، فيجتمع فيه للمؤمن الصِّيامُ، والقيامُ؛ والصَّدَقةُ، وطيبُ الكلام؛ فإنَّه يُنهى فيه الصَّائمُ عن اللَّغْو والرَّفَثِ.
والصِّيامُ والصَّلاةُ والصَّدقةُ تُوصل صاحبَها إلى الله ﷿؛ قال بعضُ السَّلف: الصَّلاةُ توصِلُ صاحبَها إلى نصْفِ الطريق، والصِّيامُ يوصِلُه إلى باب الملِكِ، والصَّدقَةُ تأخذُ بيدِه فتدخِلُه على الملِكِ. وفي صحيح مسلم (^٢) عن أبي هريرة ﵁، عن النبي ﷺ، أنه قال: "من أصبَحَ منكم اليوم صائمًا؟ قال أبو بكر: أنا، قال: مَن تَبِعَ منكُمُ اليومَ جَنازَةً؟ قال أبو بكر: أنا، [قال: فمن أطعم اليوم مسكينًا؟ قال أبو بكر: أنا،] (^٣)، قال: مَن تصدَّق بصدقةٍ؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن عاد منكم مَريضًا؟ قال أبو بكر: أنا. قال: ما اجْتَمَعْنَ في امرئ إلَّا دخَلَ الجنَّة".
ومنها: أنَّ الجمعَ بين الصِّيام والصَّدقة أبلغُ في تكفير الخطايا واتقاءِ جهنَّم والمباعدة عنها، وخُصُوصًا إن ضمَّ إلى ذلك قيام الليل. فقد ثَبَتَ عن رسول الله ﷺ أنَّه قال: "الصِّيامُ جُنَّةٌ" (^٤). وفي رواية: "جُنَّةُ أحدِكم مِن النَّار كَجُنَّتِهِ مِنَ القِتال" (^٥).
(^١) أخرجه الترمذي رقم (١٩٨٥) في البر والصلة: باب ما جاء في قول المعروف، وهو حديث حسن. ورواه الإِمام أحمد في "المسند" ٥/ ٣٤٣ من حديث أبي مالك الأشعري، والحاكم في "المستدرك" ١/ ٨٠، ٣٢١ من حديث ابن عمر، وصححه ووافقه الذهبي.
(^٢) رقم (١٠٢٨) في الزكاة: باب من جمع الصدقة وأعمال البر، وفي فضائل الصحابة: باب من فضائل أبي بكر ﵁.
(^٣) ما بين قوسين لم يرد في آ، ب، ش، ط، وقد استدرك من نسخة (ع) وصحيح مسلم. وقوله: "قال: من تصدَّق بصدقة؟ قال أبو بكر: أنا" زيادة لم ترد في صحيح مسلم.
(^٤) أخرجه النسائي عن معاذ بن جبل ٤/ ١٦٦ في الصوم: باب فضل الصيام، وهو حديث صحيح. وهو قطعة من حديث أخرجه البخاري رقم (١٨٩٤) (٢) في الصوم وغيره، ومسلم رقم (١١٥١) في الصيام، والموطأ ١/ ٣١٠ وأبو داود رقم (٢٣٦٣)، والنسائي ٤/ ١٦٣. والجُنَّة: الوقاية.
(^٥) أخرجه النسائي ٤/ ١٦٧ في الصوم: باب فضل الصيام، وهو حديث حسن. ورواه أيضًا ابن ماجه رقم (١٦٣٩) في الصيام: باب ما جاء في فضل الصيام؛ وأحمد في "المسند" ٤/ ٢٢، ٢١٧ عن عثمان بن أبي العاص ﵁. وانظر "الترغيب" ٢/ ٨٣ وصحيح ابن ماجه للألباني رقم (١٣٢٨). ولفظه: "الصيام جُنَّة من النار، كجُنَّة أحدكم من القتال".
1 / 312