255

لطائف المعارف فیما لمواسم العام من الوظائف

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

ایډیټر

ياسين محمد السواس

خپرندوی

دار ابن كثير

د ایډیشن شمېره

الخامسة

د چاپ کال

۱۴۲۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

تصوف
وخرَّج الإمامُ أحمدُ (^١) من حديثِ عبد الله بن عمرو عن النبي ﷺ، قال: "إنَّ الله ليطَّلِعُ إلى خَلْقِهِ ليلَةَ النِّصفِ مِن شعبانَ فيغفرُ لِعِبادِهِ إلَّا اثنينِ: مُشاحن، أو قاتل نَفْسٍ".
وخرَّجه ابنُ حِبَّان في "صحيحه" (^٢) من حديث معاذ مرفوعًا.
ويُروى من حديث عثمان بن أبي العاص مرفوعًا: "إذا كانَ ليلةُ النِّصْفِ مِن شعبانَ نادَى منادٍ: هَلْ مِن مُسْتغْفِرٍ فاغفِرَ له؟ هل من سائلٍ فأعطيَهُ (^٣)؟ فلا يسألُ أحدٌ شيئًا إلَّا أُعطيَه، إلَّا زانيةً بِفَرْجِها أو مُشْرِكًا" (^٤). وفي الباب أحاديثُ أُخَرُ فيها ضعفٌ.
ويُروى عن نَوْفٍ البِكَالِي (^٥) أن عليًا ﵁ خَرَجَ ليلةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ فأكثَرَ الخُروجَ فيها، ينظرُ إلى السَّماءِ، فقال: إنَّ داودَ ﵇ خَرَجَ ذاتَ ليلةٍ في مثل هذه السَّاعةِ فنظَرَ إلى السَّماء فقال: إنَّ هذه السَّاعة ما دعا الله أَحدٌ إلَّا أَجَابَهُ، ولا استغفَرَهُ (^٦) أحدٌ في هذه الليلةِ إلَّا غَفَرَ لَهُ، ما لم يكن عَشَّاِرًا (^٧) أو ساحرًا أو شاعرًا أو كاهنًا أو عريفًا (^٨) أو شرطيًا أو جابيًا أو صَاحبَ كُوبَةٍ أو عُرْطُبَةٍ - قال نَوْفٌ: الكُوبَةُ: الطَبْلُ، والعَرطُبَةُ: الطُّنْبُور - اللهم ربَّ داودَ، اغفِرْ لِمَنْ دَعَاكَ في هذه الليلةِ ولِمَنْ استغفَرَكَ فيها.

(^١) مسند أحمد ٢/ ١٧٦ وإسناده صحيح، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٨/ ٦٥، وقال: "رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وهو لين الحديث، وبقية رجاله وثقوا". وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" ٢/ ١١٩ و٣/ ٤٦٠.
(^٢) صحيح ابن حبان ٧/ ٤٧٠، وأبو نعيم في "الحلية" ٥/ ١٩١.
(^٣) في هامش ش: "سؤلَه".
(^٤) كنز العمال رقم (٣٥١٧٨) وعزاه إلى البيهقي في "شعب الإيمان" ٣/ ٣٨٣ برواية الحسن عن عثمان بن أبي العاص؛ وقد اختلف في سماعِ الحسن منه.
(^٥) هو نَوْف بن فَضَالة الحميري الِبكالي، ابن امرأة كعب الأحبار. شامي مستور، وإنما كذَّب ابن عباس ما رواه عن أهل الكتاب. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: كان راوية للقصص، مات بعد سنة ٩٠ هـ. (تهذيب التهذيب ١٠/ ٤٩٠ وتقريبه ٢/ ٣٠٩).
(^٦) في آ: "استغفر".
(^٧) العشَّار: قابض العُشْر، وهو فعلُ أهل الجاهلية. وأما فرض الله فهو ربع العُشْر.
(^٨) عريف القوم: سيدهم، والقيّم بأمور القبيلة، أو الجماعة من الناس يلي أمورهم، ويجمع على عرفاء. وفي الحديث: العِرافة حقُّ والعُرفاء في النار. وقوله: العرفاء في النار، تحذير من التعرّض للرياسة؛ لما في ذلك من الفتنة؛ فإنه إذا لم يقم بحقه أثمَ واستحقّ العقوبة. (اللسان: عرف).

1 / 262