202

لطائف المعارف فیما لمواسم العام من الوظائف

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

پوهندوی

ياسين محمد السواس

خپرندوی

دار ابن كثير

د ایډیشن شمېره

الخامسة

د چاپ کال

۱۴۲۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

تصوف
النَّبيِّينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَداءِ والصَّالِحينَ وَحَسُنَ أولئِكَ رَفيقًا﴾ (^١). قالت: فظَنَنْتُ أنه خُيِّرَ [حينئذٍ] (^٢). وهذه الرِّواياتُ مخرَّجَةٌ في "صحيح البخاري" وغيرِه. وقد رُوِي ما يدُلُّ على أنه قُبِضَ، ثم رأى مقعَدَه مِنَ الجَنَّةِ، ثم رُدَّتْ إليه نفسُهُ، ثمَّ خُيِّرَ. ففي "المسند" عن عائشةَ ﵂، قالَتْ: كانَ رسولُ اللُهِ ﷺ يقولُ: "ما مِن نَبِيٍّ إلَّا تُقبَضُ نفسُهُ، ثمَّ يَرَى الثوابَ، ثم تُرَدُّ إليه، فيُخيِّرُ بين أَنْ تُرَدَّ إليه إلى أن يُلْحَقَ (^٣) ". فكنْتُ قد حفِظْتُ ذلكَ منه، فإنِّي لَمُسْنِدَتُه إلى صَدْرِي، فنَظَرْتُ إليهِ حتى مَالَتْ عُنُقُه (^٤)، فقلْتُ: قَدْ قَضَى. قَالَتْ: فعَرَفْتُ الَّذِي قال، فنَظَرْتُ إليه حتى ارتفَعَ ونظَرَ، فقلْتُ (^٥): إذًا واللهِ لا يختارُنا، فقال: "مَعَ الرفِيق الأعْلَى في الجنةِ ﴿مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عليهِم مِنَ النبِيينَ والصديقينَ والشُّهدَاءِ والصالحينَ﴾ " (^٦) إلى آخِرِ الآية (^٧). وفي "صحيح ابن حِبَّانَ" عنها، قالت: أُغْمِيَ على رسولِ اللهِ ﷺ، ورأسُهُ في حَجْرِي، فجَعَلْتُ أمسَحُهُ وأدعو له بالشِّفَاءِ؛ فلمَّا أفاقَ، قال: "لا بلْ أسألُ الله الرفِيقَ الأعْلَى، مَعَ جِبريلَ ومِيكائيلَ وإسرافيلَ" (^٨). وفيه، وفي "المسند" عنها، أنَّها كانَتْ تَرْقِيه في مَرَضِهِ الذِي ماتَ فيه، فقال: "ارفَعِي يَدَكِ فإنها كانت تَنْفَعُنِي في المُدَّةِ" (^٩). قال الحسن: لَمَّا كَرِهَتِ الأنبياءُ الموتَ هَوَّنَ الله ذلك عليهم بلقاءِ الله ﷿، وبِكُلِّ مَا أَحبُّوا مِن تُحفَةٍ أو كَرَامةٍ، حتى إن نَفْسَ أحدِهم لَتُنْزَعُ مِن بَيْنِ جَنْبَيْهِ وهو يُحِب ذلكَ، لِمَا قَدْ مُثِّلَ له. وفي "المسند" عن عائشة ﵂، أن النبي ﷺ قال: "إنه لَيُهوّنُ على الموت أنِّي رأيْتُ بَياضَ كَفِّ عائشةَ في الجَنةِ" (^١٠). وخرَّجَه

(^١) سورة النساء، الآية ٦٩. (^٢) هي عند مسلم رقم (٢٤٤٤) (٨٦) في فضائل الصحابة، باب: فضائل عائشة، ﵂. (^٣) في ب، ط: "أو يلحق". (^٤) في آ، ش: "مالت عينه". (^٥) في ط: "فقالت". (^٦) سورة النساء، الآية ٦٩. (^٧) رواه أحمد في "المسند" ٦/ ٧٤ وهو حديث صحيح. (^٨) ذكره بنحوه الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٩/ ٣٧ من حديث أبي موسى الأشعري ﵁، وقال في آخره: رواه الطبراني، وفيه محمد بن سلام الجمحي، وهو ثقة، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. (^٩) رواه ابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" ٤/ ٢٦٩ واللفظ له، وأحمد في "المسند" ٦/ ٢٦١. وهو حديث حسن. (^١٠) رواه أحمد في "المسند" ٦/ ١٣٨، من حديث مصعب بن إسحاق بن طلحة، عن عائشة، ذكره ابن حبان، وقال: يروي المراسيل، وذكره في التابعين. أقول: فهو مرسل.

1 / 209