193

لطائف المعارف فیما لمواسم العام من الوظائف

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

پوهندوی

ياسين محمد السواس

خپرندوی

دار ابن كثير

د ایډیشن شمېره

الخامسة

د چاپ کال

۱۴۲۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

تصوف
"أعمارُ أُمَّتِي ما بين السِّتينَ إلى السَّبعينَ، وأقلُّهُم مَن يَجُوزُ ذلك (^١) " (^٢). [وفي حديثٍ آخَرَ: "مُعْترَك المَنَايا ما بَينَ السِّتينَ إلى السَّبعين"] (^٣). وفي حديثٍ آخَرَ: "إنَّ لِكُلِّ شَيءٍ حصادًا، وحَصَادُ أُمَّتي ما بينَ السَّتينَ إلى السَّبعينَ" (^٤). وفي هذا المعتركِ قبِضَ رسولُ اللهِ ﷺ. قال سفيان الثوريُّ: مَنْ بَلَغَ سِنَّ رَسُولِ الله ﷺ فليتَّخِذْ لِنَفْسِهِ كَفَنًا. وإنَّ امْرَأً قَدْ سَارَ سِتِّينَ حجَّةً … إلى مَنْهلٍ مِن وُردِهِ لَقَرِيبُ قال الفضيلُ لرجلٍ: كم أتَى عليكَ؟ قال: ستونَ سَنَةً. قال له: أنتَ منذُ ستينَ سنةً تسير إلى رَبِّكَ، يُوشِكُ أنْ تبلُغَ، فقال الرجل: إنَّا لله وإنا إليه راجعونَ، فقال فُضَيل: مَنْ عَلِمَ أنَّه للهِ عَبْدٌ وأنَّه إليه رَاجِعٌ، فَلْيَعْلَمْ أنَّه موقوفٌ، وأنَّه مَسْؤُولٌ، فليُعِدَّ للمسألةِ جَوابًا، فقال له الرَّجُلُ: فما الحيلَةُ؟ قال: يَسيرَةٌ، قال: ما هي؟ قال: تُحْسِنُ فيما بَقِي فَيُغْفَرُ (^٥) لكَ ما مَضَى، فإنَّك إنْ أَسَأْتَ فيما بقِي أُخِذْتَ بما مَضَى وما بَقِيَ. خُذْ في جِدٍّ فَقَدْ تَولَّى العُمْر … كَمْ ذَا التَّفْرِيطُ قد تَدَانى الأَمْرُ أَقْبِلْ فَعَسَى يُقْبَلُ مِنْكَ العُذْرُ … كَمْ تَبْنِي، كَمْ تَنْقُضُ، كَمْ ذا الغَدْرُ وما زالَ ﷺ يُعَرِّضُ باقتِراب أجَلِهِ في آخِرِ عُمُرِه، فإنَّه لمَّا خَطَبَ في حَجَّةِ الوَدَاع، قال للنَّاس: "خُذُوا عَنِّي مناسِكَكم، فَلَعَلِّي لَا أَلْقَاكم بَعْدَ عَامِي هَذا" (^٦).

(^١) قوله: "وأقلهم من يجوز ذلك" سقط من (آ). (^٢) رواه الترمذي رقم (٣٥٥٠) في الدعوات، باب، في دعاء النَّبيِّ ﷺ، ومختصرًا بنحوه رقم (٢٣٣١) في الزهد، باب، رقم (٢٣). ورواه أيضًا ابن ماجه رقم (٤٢٣٦)، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٤٢٧ من حديث أبي هريرة ﵁، وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. (^٣) هذا الحديث سقط من (آ). وقد ذكره السيوطي في "الجامع الصغير" رقم (٨١٨٧) وعزاه إلى الحكيم الترمذي من حديث أبي هريرة، ﵁، وهو حديث حسن بما قبله. (^٤) ذكره السيوطي في "الجامع الصغير" رقم (٧٣١٢) وعزاه إلى ابن عساكر من حديث ابن عباس، ﵄. وهو حديث ضعيف بهذا اللفظ. (^٥) في ب، ش، ط: "يغفر". (^٦) هو جزء من حديث طويل رواه مسلم رقم (١٢٩٧) في الحج، من حديث جابر بن عبد الله ﵁.

1 / 200