190

لطائف المعارف فیما لمواسم العام من الوظائف

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

پوهندوی

ياسين محمد السواس

خپرندوی

دار ابن كثير

د ایډیشن شمېره

الخامسة

د چاپ کال

۱۴۲۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

تصوف
كُلُّنا في غَفْلَةٍ والمَوْتُ … يَغْدُو وَيرُوحُ لِبَني الدُّنيا مِنَ المَوْتِ … غَبُوقٌ وصَبُوحُ (^١) سَيَصِيرُ المرءُ يَوْمًا … جَسَدًا ما فِيهِ رُوحُ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ حَيٍّ … عَلَمُ المَوْتِ يَلُوحُ نُحْ عَلَى نَفْسِكَ يا … مِسْكِينُ إنْ كُنْتَ تَنُوحُ لَتَمُوتَنَّ وَلَو … عُمِّرْتَ ما عُمِّرَ نُوحُ لمَّا كانَ الموتُ مَكْرُوهًا بالطَّبعِ، لِما فيه مِنَ الشِّدَّةِ والمشقَّةِ العظيمةِ، لم يَمُتْ نَبِيٌّ مِنَ الأنبياءِ حتَّى يُخيَّرَ، ولذلك وَقَعَ التردُّدُ فيه (^٢) في حَقِّ المؤمن، كما في حديثِ أبي هُريرةَ، عن النَّبيِّ ﷺ: "يقول الله ﷿: ومَا تَردَّدْتُ عن شيءٍ أنا فاعِلُه، ترددِي في قَبْضِ نَفْسِ عَبدِي المؤمنِ، يكرَهُ المَوْتَ وأَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ" (^٣)، ولابُدَّ لَهُ منه [كما رواه البخاري] (^٤). قال ابنُ أبي مُلَيْكَةَ: لمَّا قُبضَ إبراهيمُ ﵇ قال الله ﷿: كَيفَ وَجَدْتَ المَوْتَ؟ قال: يا رب، كأن نفسِي تُنْزَعُ بالسَّلى (^٥)، فقال: هذا وقَدْ هَوَّنَّا عليكَ المَوْتَ! وقال أبو إسحاق: قيلَ لموسى ﵇: كيفَ وجدْتَ طَعْمَ المَوْتِ؟ قال: وجَدْتُه كسُفُودٍ (^٦) أُدْخِلَ في صُوفٍ فاجتُذِبَ. قال: هذا وقد هوَّنَّا عليكَ المَوْتَ. ويُروى أنَّ عيسى ﵇ كان إذا ذكرَ الموت يقطُرُ جِلدُه دمًا، وكان يقولُ للحواريِّين: ادعُوا الله أنْ يخفِّفَ عَنِّي الموتَ، فلقَدْ خِفْتُ المَوْتَ خوفًا أوقعني (^٧) مخافَة الموتِ على المَوْتِ.

(^١) الغَبُوق: شُرْبُ العشيِّ. والصَّبوح: ما شرب غدوة، أي صباحًا. (^٢) في (آ): "منه". (^٣) رواه البخاري رقم (٦٥٠٢) في الرقاق، باب: التواضع، من حديث أبي هريرة، ﵁، ورواه الإِمام أحمد في "المسند" ٦/ ٢٥٦ من حديث عائشة، ﵂. (^٤) قوله: "كما رواه البخاري" لم يرد في آ، ش، ع. وقوله: "ولا بد له منه" لم يرد عند البخاري والإِمام أحمد. (^٥) السَّلَى: الجلدُ الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن أمِّه ملفوفًا فيه. وقيل: هو في الماشية السَّلَى، وفى الناس المشيمة. (^٦) السّفُّود: حديدة ذاتُ شُعب معقّفة، يُشوى به اللحم. (^٧) في المطبوع: "أوقفني".

1 / 197