184

لطائف المعارف فیما لمواسم العام من الوظائف

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

پوهندوی

ياسين محمد السواس

خپرندوی

دار ابن كثير

د ایډیشن شمېره

الخامسة

د چاپ کال

۱۴۲۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

تصوف
عن النَّبيِّ ﷺ: "إِنَّ أعمالَ بنِي آدَمَ تُعْرَضُ على [الله ﵎ عشية، كلِّ خميسٍ ليلةَ الجُمعةِ، فلا يُقْبَلُ عَمَلُ قاطِعِ رَحِمٍ" (^١). كان بعضُ التابعينَ يَبْكِي إلى امرأتِهِ يومَ الخميس وتبكِي إليه، ويقول: اليومَ تُعْرَضُ أعمَالُنا على اللهِ، ﷿. يا من يُبَهْرِجُ بعملِهِ، على مَنْ تُبَهْرِجُ، والناقِدُ بَصيرٌ؟. يا مَنْ يُسوِّفُ بتطويلِ أَمَلِهِ، إلى كمْ تسوِّفُ والعُمُرُ قصير؟. صُرُوفُ الحَتْفِ مُتْرَعَةُ الكُؤوسِ (^٢) … تُدارُ (^٣) على الرَّعَايا والرُّؤوسِ فلا تَتْبَعْ هَواكَ فكُلُّ شَخْصٍ … يَصِيرُ إلى بلىً وإلَى دُرُوسِ (^٤) وَخَفْ مِن هَوْلِ يَوْمٍ قَمْطَريرِ (^٥) … مَخُوفٍ شَرُّهُ ضنْكٍ عَبُوسِ فمالَكَ غَيْرُ تَقوَى اللهِ زادًا (^٦) … وفِعْلُكَ حِينَ تُقْبرُ مِن أَنِيسِ فَحَسِّنْهُ لِيُعْرَضَ مُستقيمًا … فَفِي الاثنينِ يُعرَضُ والخميسِ * * * المجلس الثالث في ذكر وفاة النبي ﷺ - خرَّجا (^٧) في "الصحيحين" من حديث أبي سعيد الخدريِّ ﵁، أن النَّبيَّ ﷺ جَلَسَ على المنْبرِ، فقال: "إنَّ عَبْدًا خيَّرَهُ اللهُ بينَ أنْ يؤتيَهُ مِنْ زَهْرَة الدُّنيا ما شاءَ، وبينَ ما عندَهُ، فاخْتَارَ ما عندَه". فبكَى أبو بكر [وبَكَى] (^٨)، وقال: يا رسول اللهِ،

(^١) رواه أحمد في "المسند" ٢/ ٤٨٤. والبخاري في "الأدب المفرد" رقم (٦١) و(٤١١) وما بين حاصرتين زيادة منه، وهو حديث حسن. (^٢) الصروف: جمع صَرْفٍ، وهو حِدْثان الدهر ونوائبه. والحتف: الموت. وكأس مترع: ممتليء. (^٣) في ب، ط: "تدور". (^٤) دَرَسَ الشيءُ والرَّسْمُ: عفا، ودرسته الريح. واستعاره هنا ليدل على موت الإنسان وفنائه. (^٥) يوم قمطرير: يوم شديد العبوس، واقمطرَّ يومنا: اشتدَّ. ومنه قوله تعالى: ﴿إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا﴾ [الإنسان: ١٠]. (^٦) في ب: "زاد". (^٧) لفظة: "خرجا" لم ترد في (ط). (^٨) لفظة: "وبكى" من "صحيح مسلم" و"جامع الأصول" ٨/ ٥٨٧. وقال الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي في حاشية "صحيح مسلم": هكذا هو في جميع النسج: "فبكى أبو بكر وبكى" معناه بكى كثيرًا ثم بكى.

1 / 191