181

لطائف المعارف فیما لمواسم العام من الوظائف

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

پوهندوی

ياسين محمد السواس

خپرندوی

دار ابن كثير

د ایډیشن شمېره

الخامسة

د چاپ کال

۱۴۲۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

تصوف
المؤمنينَ بما يشاءُ مِن المِحَن، ولكن دِينه قائمٌ محفوظٌ لا يَزالُ تقومُ بهِ أُمَّةٌ مِن أُمَّةِ مُحمَّدٍ ﷺ لا يضرُّهُم مَنْ خذَلهم حتَّى يَأتيَ أَمْرُ اللهِ وهُمْ على ذلك، كما قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (٣٢) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ (^١). وقد أخبرَ النَّبيُّ ﷺ أن هذا البيتَ يُحَجُّ ويُعْتَمَرُ بَعْدَ خُرُوجِ يأجوجَ ومأجُوجَ (^٢)، ولَا يزالُ كذلك حتَّى تُخرِّبَهُ الحَبَشَةُ (^٣)، ويُلْقُونَ حِجَارَتَهُ في البحرِ، وذلك بعدَ أنْ يَبْعَثَ الله ريحًا طيِّبةً تَقْبِضُ أرواحَ المؤمنينَ كلِّهم، فلا يَبْقى في (^٤) الأرضِ مؤمنٌ (^٥). ويُسْرَى بالقرآنِ مِن الصُّدُورِ والمصاحِفِ، فلا يَبْقَى في الأرضِ قرآنٌ، ولا إيمانٌ، ولا شيء مِن الخير (^٦). فبعدَ ذلك تقومُ السَّاعةُ، ولا تقومُ إلَّا علَى شِرارِ النَّاسِ (^٧). وقولُه ﷺ: "ويوم أنزلت عليَّ فيه النُّبوَّة"، يعني أنَّه ﷺ نُبِّئَ يومَ الاثنين. وفي "المسند" عن ابن عبَّاسٍ، قال: وُلِدَ النَّبيُّ ﷺ يومَ الاثنينِ، واسْتُنْبِئَ يومَ الاثنينِ، وخَرَجَ مُهَاجِرًا مِن مَكةَ إلى المدينة يومَ الاثنين، وَدَخَلَ المدينةَ يومَ الاثنين، وتُوفِّي يومَ الاثنين، وَرَفَعَ الحَجَرَ الأسودَ يومَ الاثنين (^٨). وذكر ابنُ إسحاقَ (^٩) أنَّ النُّبوَّة نَزَلَتْ يومَ الجمعةِ، وحديثُ أبي قَتَادَةَ (^١٠) يَرُدُّ هذا. واختلفوا في أيِّ شهرٍ كان ابتداءُ النُّبوَّةِ؟ فقيل: في رمضان. وقيل: في رجَبٍ، ولا يصِحُّ. وقيل: في ربيع الأوَّل. وقيل: إنه نُبِّئَ يومَ الاثنين لثمانٍ مِن ربيع الأوَّل.

(^١) سورة التوبة، الآيتان ٣٢، ٣٣. (^٢) رواه البخاري رقم (١٥٩٣) في الحج، باب: ﴿جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ﴾ [المائدة: ٩٧]، وأحمد في المسند ٣/ ٣٧ و٦٤ من حديث أبي سعيد الخدري، ﵁. (^٣) رواه البخاري رقم (١٥٩١)، ومسلم رقم (٢٩٠٩) في الفتن وأشراط الساعة من حديث أبي هريرة، ﵁. (^٤) في ب، ط: "على". (^٥) رواه مسلم رقم (٢٩٠٧) في الفتن وأشراط الساعة، من حديث عائشة ﵂. (^٦) رواه ابن ماجه رقم (٤٠٤٩)، والحاكم في "المستدرك" ٤/ ٤٧٣ و٥٤٥ من حديث حذيفة بن اليمان، ﵁، وهو حديث صحيح. (^٧) رواه أحمد في "المسند" ١/ ٤٣٥؛ ومسلم في صحيحه رقم (٢٩٤٩) في الفتن وأشراط الساعة، من حديث عبد الله بن مسعود ﵁. (^٨) رواه أحمد في "المسند" ١/ ٢٧٧ مع تقديم وتأخير في لفظ. (^٩) انظر: "السيرة النبوية" بتهذيب ابن هشام ١/ ٢٣٩ - ٢٤٠. (^١٠) تقدم تخريجه في ص ١٨١. انظر "صحيح مسلم" رقم (١١٦٢) (١٩٧) من حديث أبي قتادة الأنصاري، ﵁.

1 / 188