176

لطائف المعارف فیما لمواسم العام من الوظائف

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

پوهندوی

ياسين محمد السواس

خپرندوی

دار ابن كثير

د ایډیشن شمېره

الخامسة

د چاپ کال

۱۴۲۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

تصوف
انطلِقْ إليه؛ فإنَّه الذي كُنْتُ أحدِّثُكُمْ عنه (^١). وقد رُوي ما يدُلُّ على أنَّه وُلِدَ ليلًا، وقد سَبَقَ في المجلِسِ الذي قبلَهُ مِنَ الآثارِ ما يُستَدَلُّ بِهِ لذلك. وفي "صحيح الحاكم" عن عائشةَ، قالت: كان بمكَّةَ يهودِيٌّ يتَّجِرُ فيها، فلمَّا كانتِ الليلةُ التي وُلِدَ فيها رسولُ اللهِ ﷺ، قال: يا معشَرَ قريشٍ! هَلْ وُلِدَ فيكُم الليلَةَ مولودٌ؟ قالوا: لا نَعلَمُه، فقالَ: وُلِدَ الليلةَ نَبيُّ هذه الأمَّةِ الأخِيرةِ، بينَ كتفَيْهِ علامةٌ فيها شَعَراتٌ مُتَواتِراتٌ كأنَّهنَّ (^٢) عُرْفُ فَرَسٍ، فخَرَجُوا باليهودِيِّ حتَّى أدخَلُوه على أُمِّه، فقالوا: أخرجي إلينا ابنَكِ، فأخْرَجَتْهُ، وكشَفُوا عن ظهرِه، فرأى تلكَ الشَّامَةَ، فوقَعَ اليهودِيُّ مغشيًّا عليه، فلما أفاقَ قالوا: ويلَكَ! ما لك؟ قال: ذهبَتْ واللهِ النُّبوَّةُ مِن بني إسرائيل (^٣). وهذا الحديثُ يدُلُّ على أنَّهُ وُلِدَ بخاتَمِ النُّبوَّةِ بين كتفَيهِ (^٤). وخاتَمُ النُّبوَّةِ من علاماتِ نبوَّتِه التي كان يعرِفُه بها أهلُ الكِتابِ ويسألونَ عنها، ويطلُبُون الوُقوفَ عليها. وقد رُوي أن هِرَقْلَ بَعَثَ إلى النَّبيِّ ﷺ بتَبُوكَ (^٥) مَنْ ينظُرُ له خَاتَمَ النبوَّةِ ثم يُخبرُه عنه (^٦). وقد رُوِي مِن حديثِ أبي ذَرٍّ، وعُتْبَةَ بن عبدٍ (^٧)، عن النَّبيِّ ﷺ، أن المَلَكَيْنِ اللذينِ شقَّا صَدْرَهُ وملآهُ حِكْمَةً هُما اللَّذان خَتَماهُ بخاتمِ النُّبوَّةِ (^٨)، وهذا يخالِفُ حديثَ عائشةَ هذا. وقد روي أنَّ هذا الخاتَم رُفِعَ مِن بَعْدِ مَوْتهِ مِن بين كتفَيهِ، ولكنْ إسنادُ هذا الحديثِ (^٩) ضعيفٌ (^١٠). وقد رُوِيَ في صِفَةِ ولادتِهِ آياتٌ تُسْتَغْرَبُ؛ فمنها ما رُوِيَ عن

(^١) ذكره الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" ٢/ ٢٧٢ وعزاه لأبي نُعيم وقال: فيه غرابة، وما بين حاصرتين زيادة منه. (^٢) في آ: "كأنَّها". (^٣) رواه الحاكم في المستدرك ٢/ ٦٥١ في التاريخ، باب إخبار اليهود بولادة رسول الله ﷺ وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لا. (^٤) وهذا الحديث ضعيف كما عرفت، ضعفه الذهبي كما في "المستدرك" ٢/ ٦٠١. (^٥) لفظة: "بتبوك" لم ترد في آ، ش، ع. (^٦) انظر "فتح الباري" ١/ ٣٣ في بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ عند قوله في حديث هرقل (حتى أتاه كتاب من صاحبه). (^٧) في آ: "عتبة بن عبيد" وهو خطأ. (^٨) حديث عتبة بن عبد السلمي، رواه الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٦١٦ وصححه ووافقه الذهبي. وحديث أبي ذر رواه البزار. انظر: "مجمع الزوائد" ٨/ ٢٥٥ و٢٥٦. (^٩) في ب، ط: "الخبر". (^١٠) ذكره الحاكم في "تاريخ نيسابور" عن عائشة ﵂ قالت: فالتمسته. (تعني الخاتم) حين توفي فوجدته قد رفع. انظر: "شرح المواهب اللدنية" ١/ ١٥٦ عند ذكر خاتم النبوة، وهو ضعيف.

1 / 183