لطائف المعارف فیما لمواسم العام من الوظائف
لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف
پوهندوی
ياسين محمد السواس
خپرندوی
دار ابن كثير
د ایډیشن شمېره
الخامسة
د چاپ کال
۱۴۲۰ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
تصوف
وخُصُوصًا مَنْ كان يَسكُنُ خيرَ منازِل المسلمينَ في آخرِ الزَّمانِ، إلَّا أن يكونَ متَّصِفًا بصِفاتِ الخَيْرِ، مُجْتَنِبًا (^١) لصفاتِ الشَّرِّ، وقَبيحٌ بهِ أن يَرْضَى لنفسِهِ أن يكونَ مِن شَرِّ النَّاسِ مع انتسابه إلى خيرِ الأُممِ ومتابعةِ خيرِ الرُّسُلِ.
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ﴾ (^٢). فخيرُ النَّاسِ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا. وقال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ (^٣).
وقد روي عن النَّبيِّ ﷺ أنَّه قال: "خيرُ النَّاسِ مَنْ فَقُهَ في دِينِ اللهِ، ووَصَلَ رَحِمَه، وأمَرَ بالمعروفِ، ونَهَى عَنِ المنكَرِ" (^٤). وفي روايةٍ: "خيرُ النَّاسِ أتقاهُم للكذِبِ (^٥)، وأوصلُهُم للرَّحِم، وآمَرُهُم بالمَعْرُوفِ، وأَنْهَاهُم عن المنكَرِ" (^٦). وقال: "النَّاسُ مَعَادِنُ؛ فخِيارُهُم في الجاهِلِيَّةِ خِيارُهُم في الإسلامِ إذَا فَقِهُوا" (^٧).
وقال: "خَيرُ النَّاسِ مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وحَسُنَ عَمَلُهُ، وَشَرُّ النَّاسِ مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وسَاءَ عَمَلُه" (^٨). وقال: "خيرُكُم مَنْ يُرْجَى خَيْرُه ويُؤْمَنُ شَرُّهُ، وشرُّكُم مَنْ لا يُرْجَى
(^١) في آ: "متجنبًا".
(^٢) سورة البيّنة، الآية ٧.
(^٣) سورة آل عمران، الآية ١١٠.
(^٤) رواه أحمد في "المسند" ٦/ ٤٣٢ من حديث درَّة بنت أبي لهب ﵂ بلفظ: "خير الناس أقرؤهم وأتقاهم، وآمرهم بالمعروف، وأنهاهم عن المنكر، وأوصلهم للرحم"، ورواه أيضًا الطبراني في "المعجم الكبير" ٢٤/ ٢٥٨. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٧/ ٢٦٣ وعزاه لأحمد والطبراني وقال: رجالهما ثقات وفي بعضهم كلام لا يضر.
(^٥) في آ، ط: "للكذب".
(^٦) ذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" ٣/ ٢٣٠ في الحدود: باب الترغيب بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعزاه لأبي الشيخ في "كتاب الثواب" وللبيهقي في "الزهد الكبير" وغيره، من حديث درَّة بنت أبي لهب ﵂.
(^٧) قطعة من حديث رواه البخاري رقم (٣٣٨٣) في الأنبياء، باب: قول الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ﴾ [يوسف: ٧]، ومسلم رقم (٢٥٢٦) في فضائل الصحابة، باب: خيار الناس، و(٢٦٣٨) في البر والصلة، باب: الأرواح جنود مجندة، وفيه زيادة: "كمعادن الفضة والذهب، بعد قوله ﷺ: "الناس معادن … الحديث"، وابن حبَّان في "صحيحه" رقم (٩٢) طبع مؤسسة الرسالة، وقد ذكره المؤلف مختصرًا وبالمعنى من حديث أبي هريرة، ﵁.
(^٨) رواه الترمذي رقم (٢٣٣٠) في الزهد، باب: رقم (٢٢)، وأحمد في "المسند" (٥/ ٤٠ و٤٣ و٤٤ و٤٧ و٤٨ و٤٩ و٥٠) من حديث أبي بكرة ﵁، والشطر الأول منه عند الترمذي رقم (٢٣٢٩) في الزهد، باب: ما جاء في طول العمر للمؤمن، وعند أحمد في "المسند" ٤/ ١٨٨ و١٩٠ من حديث عبد الله بن بُسْر ﵁ وهو حديث صحيح.
1 / 177