157

لطائف المعارف فیما لمواسم العام من الوظائف

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

پوهندوی

ياسين محمد السواس

خپرندوی

دار ابن كثير

د ایډیشن شمېره

الخامسة

د چاپ کال

۱۴۲۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

تصوف
يمنعُ كونَهُ نبيًّا قبلَ خُروجِه، كَمَنْ يُوَلِّي وِلايةً ويؤمَرُ بالتَّصرُّفِ فيها (^١) في زمنٍ مُسْتَقْبَلٍ، فحُكْمُ لوِلايةِ ثابتٌ له من حين ولايتِهِ وإن كان تصرُّفُه يتأخَّر (^٢) إلى حين مجيءِ الوقتِ. قال حَنْبَلُ (^٣): قلت لأبي عبدِ اللهِ - يعني أحمد: مَنْ زَعَمَ أن النَّبيَّ ﷺ كان على دِين قومه أن يُبعَثَ؟ قالَ: هذا قولُ سُوءٍ، ينبغي لصاحب هذه المقالةِ [أن] (^٤) يُحذَرَ كلامُه، ولا يجالَسَ، قُلْتُ له: إنَّ جارنا النَّاقِدَ أبا العبَّاسِ يقولُ هذه المقالَةَ، قال: قاتلَهُ الله! وأيّ شيءٍ أبقَى إذا زَعَمَ أن رسولَ الله ﷺ كان على دينِ قَوْمِهِ وهم يعبُدونَ الأصنامَ؟! قال الله تعالى مخبرًا (^٥) عن عيسى ﵇: ﴿وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾ (^٦). قلت له: وزَعَم أن خديجةَ كانتْ على ذلك حين (^٧) تزوَّجَها النَّبيُّ ﷺ في الجاهلية. قال: أمَّا خديجةُ فلا أقولُ شيئًا، قد كانَتْ أوَّلَ مَنْ آمنَ به مِن النساء، ثم قال: ماذا يُحدِثُ النَّاسُ مِن الكلام إ؟ هؤلاء أصحابُ الكلام، مَنْ أَحَبَّ الكلامَ (^٨) لم يُفْلِحْ. سبحان اللهِ لهذا القولِ!! واحتجَّ في ذلك بكلامٍ لم أحفَظْهُ. وذكر أن (^٩) أمَّه حين وَلدت رأتْ نورًا أَضاء له [قُصُور الشام] (^١٠)، أو ليس هذا عندما ولدتْ رأتْ هذا، وقبلَ أنْ يُبعَثَ كان طاهرًا مطهَّرًا من الأوثانِ، أو لَيْسَ كان لا يأكُلُ ما (^١١) ذُبِحَ على النُّصُب؟ (^١٢) ثم قال: احذروا (^١٣) الكلام، فإنَّ أصحابَ الكلام لا يؤولُ أمرُهُم إلى خيرٍ. خرجَّه أبو بكر عبد العزيز بن جعفر (^١٤) في "كتاب السُّنَّ".

(^١) في ب، ش: "بها". (^٢) في آ: "متأخِّرًا". (^٣) هو حنبل بن إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد الشَّيباني، أبو علي، الإمام الحافظ المحدِّث الصدوق، ابن عم الإمام أحمد وتلميذه، مات سنة ٢٧٣ هـ. (سير أعلام النبلاء ١٣/ ٥١). (^٤) زيادة من نسخة (ع). (^٥) في ع، ط: "حاكيًا". (^٦) سورة الصف، الآية ٦. (^٧) في آ: "حتى". (^٨) قوله: "من أحب الكلام" سقط من (ط). (^٩) في آ، ش "وذكرَتْ". (^١٠) ما بين حاصرتين لم يرد في آ، ب. (^١١) في ط: "لما". (^١٢) النُّصُبُ: حجارة كان أهل الجاهلية يعبدونها ويذبحون لها، فنهى الله عن ذلك. قال تعالى - المائدة الآية ٣ -: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِه … وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ …﴾. (^١٣) في آ: "احذر". (^١٤) ويعرف بغلام الخلَّال. مفسِّر، ثقة في الحديث، من أعيان الحَنابلة، من أهل بغداد. كان تلميذًا لأبي بكر الخلال فلقب به. مات سنة ٣٦٣ هـ. (سير أعلام النبلاء ١٦/ ١٤٣).

1 / 164