128

لطائف المعارف فیما لمواسم العام من الوظائف

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

پوهندوی

ياسين محمد السواس

خپرندوی

دار ابن كثير

د ایډیشن شمېره

الخامسة

د چاپ کال

۱۴۲۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

تصوف
ومن كانَ في سُخْطِهِ مُحْسِنًا … فكيفَ يكونُ إذا ما رَضِي
قُدُومُ الحاجِّ يُذكِّرُ بالقُدُومِ على اللهِ ﷿.
قَدِمَ مسافر فيما مضَى على أهله، فَسُروا به، وهناك امرأة مِن الصَّالحات، فَبكَتْ وقالَتْ: أَذْكَرَنِي هذا بقُدُومِه القُدُومَ على اللهِ ﷿، فمِنْ مَسْرُورٍ ومَثْبُورٍ (^١). قال بعضُ الملوك لأبي حازمٍ (^٢): كيفَ القُدُومُ على الله تعالى؟ فقال أبو حازم: أمَّا قُدُومُ الطائعِ على الله تعالى فكَقُدُوم الغائب على أهلِه المشتاقين إليه، وأمَّا قُدُومُ العاصِي فكَقُدوم [العبدِ] (^٣) الآبقِ على سَيِّدِه الغضبان.
لَعَلَّكَ غَضْبَانُ وَقلبِيَ غافِل … سَلامٌ على الدّارَيْن إنْ كُنْتَ رَاضِيا
في بعض الآثار الإسرائيلية: يقولُ اللهُ ﷿: ألا طَالَ شوقُ الأبرارِ إليَّ، وأنا إلى لقائهم أشَدُّ شَوْقًا. كم بين الذين ﴿لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (١٠٣)﴾ (^٤) وبين الذين ﴿يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (١٣)﴾ (^٥). قال علي ﵁: تتلقَّاهُم الملائكةُ على أبواب الجنة ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ (^٦). ويَلْقَى كُل غِلمانٍ صاحبَهم يُطِيفُونَ به فِعْلَ الوِلْدان بالحَميم جاء من الغَيبةِ، ويقولون (^٧): أبشِرْ فقدْ أعدَّ الله لكَ مِن الكرامةِ كذا وكذا (^٨)، وينطلِقُ غُلامٌ من غلمانِهِ إلى أزواجِهِ مِن الحُور العِينِ، فيقول: هذا فلان، باسمِه في الدنيا، فيقلْنَ: أَنتَ رأيتَه؟ فيقول: نعم. فيستخَفُّهُنَّ الفَرَحُ حتى يخرُجْنَ إلى أُسْكُفةِ الباب (^٩).
قال أبو سليمان الدارانيُّ: تَبْعَث الحَوْراءُ من الحُورِ الوَصِيفَ من وَصَائفِها، فتقول: ويحَكَ! انظُرْ ما فُعِلَ بوليّ الله، فتستبطِئُه فتبعثُ وصيفًا آخَرَ، فيأتي الأوَّلُ

(^١) المثبور: الهالك والخاسر.
(^٢) هو أبو حازم الأعرج، سلمة بن دينار المخزومي، عالم المدينة وقاضيها وشيخها، وله أخبار كثيرة. مات سنة ١٤٠ هـ. وقد ورد الخبر بنحوه في صفة الصفوة ٢/ ١٥٨ قاله لسليمان بن عبد الملك.
(^٣) زيادة من ط، ب. والآبق: الهارب.
(^٤) سورة الأنبياء الآية ١٠٣.
(^٥) سورة الطور الآية ١٣.
(^٦) سورة الزمر الآية ٧٣.
(^٧) لفظة "ويقولون" زيادة من نسخة (آ) فقط.
(^٨) تكررت عبارة "قد أعد الله لك من الكرامة كذا وكذا" في ب، ط.
(^٩) أُسْكُفَّةُ الباب: عتبته.

1 / 135