235

لطائف الإشارات

لطائف الإشارات = تفسير القشيري

پوهندوی

إبراهيم البسيوني

خپرندوی

الهيئة المصرية العامة للكتاب

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د خپرونکي ځای

مصر

ويقال القبول الحسن حسن تربيته لها مع علمه- سبحانه- بأنه يقال فيه بسببها ما يقال، فلم يبال بقبح مقال الأعداء.
أجد الملامة فى هواك لذيذة ... حبّا لذكرك فليلمنى اللّوم
وكما قيل:
ليقل من شاء ما ... شاء فإنى لا أبالى
ويقال القبول الحسن أن ربّاها على نعت العصمة حتى كانت تقول: «إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا» .
«وأنبتها نباتا حسنا» حتى استقامت على الطاعة، وآثرت رضاه- سبحانه- فى جميع الأوقات، وحتى كانت الثمرة منها مثل عيسى ﵇، وهذا هو النبات الحسن، وكفلها زكريا. ومن القبول الحسن والنبات الحسن أن جعل كافلها والقيّم بأمرها وحفظها نبيا من الأنبياء مثل زكريا ﵇، وقد أوحى الله إلى داود ﵇: إن رأيت لى طالبا فكن له خادما.
قوله جل ذكره: كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقًا، قالَ: يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا؟ قالَتْ: هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ.
من أمارات القبول الحسن أنها لم تكن توجد إلا فى المحراب، ومن كان مسكنه وموضعه الذي يتعبّد فيه وهناك يوجد المحراب- فذلك عبد عزيز.
ويقال من القبول الحسن أنه لم يطرح أمرها كلّه وشغلها على زكريا ﵇ فكان إذا دخل عليها زكريا ليتعهدها بطعام وجد عندها رزقا ليعلم العاملون أن الله- سبحانه- لا يلقى شغل أوليائه على غير «١»، ومن خدم وليا من أوليائه كان هو فى رفق الولي لا إنه

(١) وردت على (عين) وهى خطأ فى النسخ.

1 / 238