الفن الأول من لطائف الذخيرة وطرائف الجزيرة بسم الله الرحمن الرحيم قال ابن مماتي الحمد لله الذي أطلع بدور الفضائل من أفق المغرب، وجمع لهم شوارد المعاني فارتبطوا منها كل معنى مرقص ومطرب، وأباح لهم رياض البلاغة فاقتطعوا منها كل زهر مؤنق معجب، وفتح لهم مستصعب كنوزهم ففازوا منها بالذخائر، وعرفهم حل رموزها فعقدوا من إكسيرها ما قصر عن شأوهم فيه زكريا وجابر. والصلاة والسلام على من آمن برسالته الثقلان، وأخرس بفصاحته كل منطيق ملسان "المؤيد بأقوى حجة وأقوم برهان، المخصوص بمعجزة القرآن، الذي رد عنه طرف من أراد معارضته حسيرًا، حين تلا عليهم "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان لبعضهم لبعض ظهيرا". صلى الله عليه وعلى آله ذوي الأوجه الصبيحة، والألسن الفصيحة، وأصحابه الذين أرشدوا الخلق، وهدوا من ضلّ في تيه الضلال إلى منهج الحق، وقاموا بعده بتبليغ دعوته حتى طبقت الغرب والشرق. وبعد: فلما عضّني الدهر بنابه، وأرغى بي كل غُمرٍ ليس بنابه، رأيت أن الخلاص من أشراك مصائده، فالتوقى من سهام مكائده، لا يُنال إلاّ بالأسفار، وهي بارتكاب الأخطار، فخرجت من مصر خائفا أترقب، هائما لا أدري أين أذهب، حتى أدناني الهرب، إلى مدينة الشَهبَاء حلب، فلجأت إلى جانب سلطانها الملك الظاهر، وتفيأت من ظلال دولته ما أذهب عنّي حرّ الهواجر، وحين وجدته ملجأ للجاني، ومأمنا للعاني، وحرما لا تنفر أطياره، وطودا لا تسهل أوعاره، أنخت به مطايا الترحال، واطلعت بواعث الآمال في المرور من خدمته ببال الإقبال، وقطعت الأهوال في الوصول إليه مختفيا من الرقباء كطيف الخيال، ولحظ خدمتي، وحفظ حرمتي، وأجمل وفادتي، وأجزل إفادتي، وأجراني في الإكرام والاحترام على أنفس عادة سعادتي، وبسط أملي بلسان الإحسان، وقبض وجلي بما أعطاني من الزمان الأمان". تكفل بي الوزير الصاحب الأجل العالم الصدر الإمام الفاضل الكامل، نظام الدين، شمس الإسلام والمسلمين، سيد الوزراء، أوحد الفضلاء، رئيس الرؤساء، تاج الملة، عضد الدولة، كهف الأمة، عمدة الأئمة، خلاصة الخلافة، شرف الإمامة، ذو المآثر والمفاخر مصطنع أمير المؤمنين، ذو البلاغتين، محمد بن الحسين"- أدام الله نفاذ مراسمه، واستحواذ مكارمه، وأمضى عزمه في كف الدهر ورفع مظالمه، فلا زالت أقلامه سود اللمم، شواب الهمم، جارية بأرزاق الأمم، متحدثه ألسنها بما يبهج الموالي ويزعج المعادي من أخبار النعم والنقم، ساعية على رؤوسها في الخدمة الظاهرية بما تظهر به أعلام فتوحها ظهور النار على العلم،- وتلقاني من عام إنعامه بما اقتضته هممه، وتوخاني من إتمام اهتمامه بما أمضته شيمه، وضاعف امتنانه لدي، وملأ بكرمه عيني فضلًا عن يدي، وعاملني بما سرّ القلب، وجاملني بما سرّى الكرب، وجمع لي فيما بين ماله وأدبه، وأطلق خاطري بما أطلق يدي فيه من خزانة كتبه. فكان من جملتها "كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة"، تأليف أبي الحسن علي بن بسّام ﵀، وهو كتاب جليل المقدار، جميل الآثار؛ منتظم من عقود عقول الفضلاء، وفصوص فصول الأدباء، ما تغص به الأقطاب والأقطار، ويملأ ساحات ساعات الليل والنهار، وأشار -أبقاه الله- إلى أن أختارَ منه الطائل الطائر، ويُقتصَر فيه على النادّ النادر فبادرت إلى المرسوم، وثابرت على العمل بالمفهوم". ووجدت الكتاب المشار إليه يشتمل على أربعة أقسام: الأول: فيما يختصّ بقرطبة وما يصاقبها من مواسطة الأندلس. والثاني: فيما يتعّلق بالجانب الغربي من الأندلس واشبيلية وما يتّصل بذلك من بلاد البحر المحيط. والثالث: في ذكر أهل الجانب الشرقي من الأندلس إلى منتهى كلمة الإسلام هنالك. والرابع: فيمن طرأ على الجزيرة من الفضلاء والأدباء ووصل ذلك بذكر من نجم من الشعراء بافريقية وغيرها من الشام والعراق.

1 / 1

ووجدت المصنف المذكور لم يلزم قانونا في تقديم المقدم وتأخير المؤخر، بل ذكر كل اسم على ما اتفق له من ذكره، وخدم ذلك الاسم بما وجده من أخباره ونظمه ونثره، وألمّ في بعض الأشعار بالتنبيه على ما يشاكلها، والإشارة إلى ما يماثلها. فجردت منه خيار ما ودت فيه، وأظهرت من محاسنه ما كان الإكثار يغمره ويخفيه، وجعلته ثلاثة أجزاء: الأول: في المختار من الأشعار على ولاء ما ألف ونسق ما صنف. الثاني: فيما دلّ ابتسام نواجذه، على دقائق مآخذه، مما تشاكلت معانيه وتماثلت مبانيه. الثالث: في سحر عيون الأخبار، وما يستدل به على أن وجوه الآثار ألسنة الآثار، وسميته "لطائف الذخيرة وطرائف الجزيرة". فإن وافق الغرض، ونهض بالمفترض، وإلاّ فكلّ مجتهد مصيب، وآخذ من العذر بنصيب، إن شاء الله، وهو ثقتي لا معبود سواه. ١- قال الأديب أبو عمر أحمد بن الدراج القسطلي من قصيدة: وقد لمعت حوليك منهم أسنةٌ ... تُخيلُ أن الحزن والسهل نيران أسود هياج ما تزال تراهم ... تطير بهم الكريهة عقبان وقال من أخرى: خوصٌ نفحن بنا البري حتى انثنتْ ... أشلاؤهُنّ كمثل أنصاف البُرى وخططتُ بين جفانها وجُفونها ... حرما أبتْ حُرماتهُ أنْ تُخفرا وقال في قصيدة: أفي مثلها تنبو أياديك عن مثلي ... وهذي الأماني فيكَ جامعةُ الشّملِ وقد أمّن المقْدارُ ما كنتُ أتّقي ... وأرْخَصَت الأيام ما كنت أستغلي وهذا مُقامي منذ تسعٍ وأربعٍ ... رجائي في قيدٍ وحظّي في غلِّ ولم تُصفني خُلقًا أرقّ من الهوى ... ولم تُولني نُعمي ألذّ من الوصل ومن شيمة الماء القراح وإن صفا ... إذا اضطرمَتْ من تحته النارُ أنْ يغلي منها: أبا الأصبغ المعنى هل أنت مُصْرخي ... وهل أنت لي مُغنٍ وهل أنت لي معلي فاكْسو لك الأيام من حرّ ما أشي ... وأملأ سمع الدّهر من سحرِ ما أُملي وقال من قصيدة: وتنبو الرّدينيّات والطولُ وافرٌ ... وينفذُ نصْل السّهم وهو قصير وقال من أخرى: إليك شحنّا الفُلك تهوي كأنّها ... وقد ذعرَتْ من مغرب الشمس غربان على لُججٍ خضرٍ إذا هبّت الصّبا ... ترامى بنا فيها ثبيرٌ وثهلان ومنها: وإنّ بلادًا أخرجتني لعطّلٌ ... وإنّ زمنًا خان عهدي لخوّان سلامٌ على الإخوان تسلْيمِ يائس ... وسقيًا لدهر كان لي فيه إخوان يودّعهم شخصي بشجو كمثْل ما ... أجابت حفيف السهم عوجاء مرنان فلا مؤنس إلا شهيقٌ وزفرةُ ... ولا مسعد إلا دموع وأشجان قضى عيشهم بعدي وعيشي بعدهمْ ... بأني قد خنتُ الوفاء خانوا ومنها: وجوهٌ كرام في البلاد قبورها ... وأنهم في القلب منّي لسكّانُ وما بليت في الترب إلا تجددت ... عليها من القلب الموجع أحزان متى تلحظوا قصر المرية تنزلوا ... ببحر ندى يمناه درُّ ومرجان وتستبدلوا من موج بحر شجاكم ... ببحر لكم منه لُجينٌ وعقيان ومنها: وأنْسيتَهم حمل القنا، فسلاحهمْ ... عليك إذا لاقوكَ ذلّ وإذعان فيا ذلّ أعلام الهدى بعد عزّهم ... ويا عز أعلام الهدى بك إذ هانوا حفرت لهم في يوم قبْرة بالقَنا ... قبورًا هواء الجوّ منهنّ ملآن فلو نُشر الأملاكُ يومك فيهم ... لألقى إليكَ التاج كسرى وخاقان كتائب بل كتبٌ بنصرك طرزت ... ووجهكَ "بسم الله" والسيف عنوان ٢- وقال الوزير أبو المغيرة عبد الوهاب بن حزم من قصيدة: فكم لي فيه من جنابٍ وطئته ... كريمًا فلا آسى ولا أتأسّف يمدّ علينا بالسّحاب سرادق ... ويُسحبُ فينا للجنائب مِطرَف ومنها: بدا العَلمُ الفرد الذي كنتُ عالما ... به وسرى العَرف الذي كنتُ أعرفُ ومنها: وركب سرَوا والليل مرْخ عليهمُ ... ستورًا من الظّلماء لا تتكشفُ خبطتُ بهم أكنافه ونجومه ... روائم أظآرٌ على البدر عكّفُ على كل قنْعاسٍ كأنّ لغامَه ... وقد سئم الإرقال قطن مندّفُ هدايا خطوبٍ بات ينحرها السّرى ... ولكنّها من باطن الخف ترعفُ

1 / 2

إلى أن أفاق الصّبحُ ينفض عرفه ... وطائره في غرّة الفجر يهتفُ ومنها: وما نام حتّى لمّ مُفترق العلا ... فها هي عقدٌ في يديه مؤلّف إياسٌ وبسطام بن قيس وحاتمٌ ... وقيس ولقمان بن عادٍ وأحنف وما هذه الأيّام إلاّ مقاولٌ ... تلت سورًا من مجده وهو مصحف وقال من قصيدة: وسللتُ منْ نار الصّبابة صارمًا ... وجردتُ من وفد التصابي عسكرا بتنا وبات المسك فينا واشيًا ... بمكاننا، والحليُ عنّا مخبرا ورنت بألحاظ تدير كؤوسها ... فينا فنشربها حلالًا مسكرا واللّيل يُلحفني سرابيل الدجى ... جهلًا وقد عانقت صُبحًا مسفرا لو جئنا لرأيت أعجب منظرٍ ... أسدٌ توسّد كفّ ظبي أعفر ومنها: شيمٌ غدت قُرط الزّمان فلم أنم ... حتى نظمتُ عليه شعري جوهرًا ومقامةٌ لك في الأعادي قد حمتْ ... أيّام قومٍ قبلها أنْ تذكرا كان اللّسان لها الحسام المنتضَى ... والمنبر العالي الأغرَّ الأشقرا ومنها: غيري الذي اتّخذ المدائح مكسبًا ... وسواي من جعل القوافي متجرا ٣- وقال الوزير أبو عامر أحمد بن عبد الملك بن شهيد من قصيدة: وأغرّ قد لبس الدجى ... بُردًا فراقك وهو فاحم يحكي بغرته هلا ... لَ الفطر لاح لعين صائم فكأنّما خاض الصّبا ... ح فجاء مُبيضّ القوائم ويسير في يبس الثّرى ... وكأنّه في البحر عائم ومنها: وتمايلت أيدي الثُريّا ... وهي مذهبة الخواتم ورنت ذُكاء بناظرٍ ... رمدٍ من الأقذاء سالم ومنها: الكُفر عنهم قاعدٌ ... قدمًا ودين اله قائم حكمَ الزّمان بظلمهم ... دهرًا وصرف الدهر ظالم ومنها: قمرٌ تضيء له الخطوب ... على دآديها الفواحم تسري الرّياح بنجده ... فنسيمها بالغور فاغم وقال من قصيدة: ورعيت من وجه السماء خميلةً ... خضراء لاح البدر من غدرانها وكأنّما فيه الثريّا جوهرٌ ... نشرتْ فرائده يدا دبرانها وقال: وما هاج هذا الشّوق إلاّ حمائمٌ ... بكيتُ لها لمّا سمعتُ بكاءها وقال من أخرى: كلّما كلّمني قبّلته ... فهو مهما قال قولًا ردّدا كاد أن يرجع من لثمي له ... وارتشافي الثغر منه أدردا شربت أعطافه خمر الصّبا ... وسقاه الحُسن حتى عربدا قام في الليل بجيد أتلع ... ينفض اللمة من دمع النّدى رشأ بل غادةٌ ممكورةٌ ... عممتْ صبحًا بليل أسودا وقال من قصيدة: إذا نحن أوجهنا إليها تبلجت ... مواردنا عن نيّرات المصادر وقال من قطعة: حتّام أنت على الضّراء مضطجعٌ ... مُعرس في ديار الظُلْم والظُلَم؟ ثم استمرّت بفضل القول تنهضني ... فقلتُ: إني لأستحي بني الحكمِ المُلحِفين رداء الشمس مجدهم ... والمنعلين الثريّا أخمص القدمِ ومنها: ألممت بالحب حتى لو دنا أحلى ... لما وجدت لطعم الموت من ألم هناك لا تقتفي غير السّماء يدي ... ولا تخف إلى غير العُلا قدمي حتى تراني في أدنى مواكبهم ... على النّعامة شلالًا من النعم قدّام أروع من قومٍ وجدتهم ... أرعى لحقّ العلا من سالف الأمم ٤- وقال ذو الوزارتين أبو الوليد بن زيدون: الهوى في طلوع تلك النجوم ... والمنى في هبوب ذاك النسيم سرّنا عيشنا الرقيق الحواشي ... لو يدوم السرور للمستديم ومنها: أيّها المؤذني لظلم الليالي ... ليس يومي بواحد ممن ظلوم ما ترى البدر إن تأملت والشمس ... لما يكسفان دون النجوم ومنها: واحدٌ سلّم الجميع له الفضل ... فكان الخصوص فوق العموم وقال من أخرى: وما استطلتُ ذماء الليل من أسف ... إلاّ على ليلة سرّت مع القصر فهمتُ معنى الهوى من وحي طرفك لي ... إن الحوار لمفهومك من الحور ومنها: إن تطوِ برد شبابي كبرةٌ وأرى ... برق المشيب اعتلى في عارض الشّعر ومنها: هل الرياح بنجم الأرض عاصفةٌ ... أم الكسوف لغير الشّمس والقمر ومنها:

1 / 3

من لم أزل من تأنيه على ثقةٍ ... ولم أبت من تجنيه على حذر كم اشترى بكرى عينيه من سهر ... هدوء عين الهدى في ذلك السهر وقال من قصيدة: ألم يأن أنم يبكي الغمام على مثل ... ويطلب ثأري البرق منصلت النصل أقلي بكاء لست أول حرّةٍ ... طوت بالأسى كشحًا على مضض الثكل وفي أمّ موسى عبرةٌ إذ رمت به ... إلى اليم في التابوت فاعتبري واسلي ولله فينا علْم غيبٍ وحسبنا ... به عند جور الدهر من حكمٍ عدل ومنها: كريمٌ عريقٌ في الكرام وقلما ... يرى الفرع إلا مستمدًا من الأصل يرفّ على التأميل لألاء بشره ... كما رفّ لألاء الحسام على الصقل ويغني عن المدح اكتفاءً بغيره ... غنى المقلة الكحلاء عن زينة الكحل ومنها: حمائم شكري صبحتك هوادلًا ... تناديك من أفنان آدابك الهدل جواد إذا استنّ الجياد إلى مدى ... تمطّر فاستولى على أمد الخصل ومنها: وإنّي لتناهى نهايَ عن التي ... أشار بها الواشي ويعقلني عقلي ومنها: ألا إنّ ظنّي بين فعليك واقفٌ ... وقوف الهوى بين القطيعة والوصل وأين جواب منك ترضي به العلا ... إذا سألتني عنك ألسنة الحفل؟ وقال من قصيدة: وفي الرّبرب الإنسي أحوي كناسه ... نواحي ضميري لا الكثيب ولا السقط وقال من قصيدة: ما على ظنّي باس ... يجرح الدّهر وياسو ربّما أشرف بالمرء ... على الآمال ياس ووادي لك نصٌ ... لم يخالفه القياس فادر ذكرى كاسًا ... ما امتطت كفّك كاس فعسى أن يسمح الدّهر ... فقط طال الشماس لا يكن عهدك وردًا ... إنّ عهدي لك آس وقال من قصيدة: نكاد حين تناجيكم ضمائرنا ... يقضي علينا الأسى لولا تأسّينا حالت لفقدكم أيامنا فغدت ... سودًا وكانت بكم بيضًا ليالينا إذ جانب العيش طلقٌ من تألفنا ... ومورد اللهو صافٍ من تصافينا لا تحسبوا نأيكم عنّا يغيرنا ... أنْ طالما غيّر النأيُ المحبينا والله ما طلبتْ أهواؤنا بدلًا ... منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا يا روضةً طالما جنت لواحظنا ... وردًا جلاه الصّبا غضًا ونسرينا ومنها: فكأنّما لم نبت والوصل ثالثنا ... والسعد قد غض من أجفان واشينا سرّان في خاطر الظلماء يكتمنا ... حتى يكاد لسان الصبح يغشينا إنّا قرأنا الأسى عند النوى سفرًا ... مكتوبة وأخذنا الصبر تلقينا أمّا هواك فلم نعدل بمنهله ... شربًا وإن كان يروينا فيظمينا لم نجف أفق جمال أنت كوكبه ... سالين عنه ولم هجره قالينا ومنها: لا أكؤس الرّاح تبدى من شمائلنا ... سيما ارتياحٍ ولا الأوتار تلهينا فما استعدنا خليلًا عنك يصرفنا ... ولا استفدنا حبيبًا عنك يسلينا وقال من أخرى: والروض عن مائه الفضّي مبتسمٌ ... كما حللت عن اللبات أطواقًا الآن أحمد ما كنّا لعهدهم ... سلوتم وبقينا نحن عشاقا وقال: لو كان أمري في كتم الهوى بيدي=ما كان يعلم ما في قلبي البدن وقال أيضًا: غريب بأرض الشرق يشكر للصبّا ... تحمّلها منه السلام إلى الغرب وما ضر أنفاس الصّبا في احتمالها ... سلتم فتى يهديه جسم إلى قلب وقال: أنت معنى الضّنى وسر الضلوع ... وسبيل الهوى وقصد الدموع أنت والشمس ضرتان ولكن ... لك عند الغروب فضل الطلوع إنما أنت والحسود معنّى ... كوكب يستقيم بعد الرجوع وقال: سالمت أعدائي لأنك منهم ... يا من يصحّ بمقلتيه ويسقم أصبحت تسخطني وأمنحك الرّضى ... جورًا وتظلمني ولا أتظلم يا من تألّف ليله ونهاره ... فالحسن بينهما مضيء مظلم قد كان في شكوى الهوى لي راحةٌ ... لو أنني أشكو إلى من يرحم قال من قصيدة: أما في نسيم الريح عرف معرف ... لنا هل لذات الوقف بالجزع موقف فنقضي أوطار المنى في زيارةٍ ... لنا كلف منها بما نتكلّف منها: وإني ليستهوييني البرق صبوةً ... إلى برق ثغرٍ إن بدا كاد يخطف

1 / 4

منها: على السيف من تلك الصرامة مستسم ... وفي الروض من تلك الطلاقة زخرف وقال من أخرى: أما وزمان مضى عهده ... حميدًا لقد جار لما حكم قضى بالصبابة لمّا انقضى ... وما اتصل الود حتى انصرم منها: وأيامنا مذهبات البرود ... رقاق الحواشي صوافي الأدم ووشّح زهرة ذاك الزمان ... بما حاز من زهر تلك الشيم ومنها: فأطولهم بالأيادي يدًا ... وأثبتهم في المعالي قدم سما للمجرة في أفقها ... فجرّ عليها ذيول الهمم ومنها: نجوم هدّى والمعالي بروجٌ ... وأسد وغيّ والعوالي أجم وقال من مرثية: يا من شأى الأمثال منه واحد ... ضربت له في السؤدد الأمثال نقصت حياتك حين فضلك كامل ... هلاّ استضاف إلى الكمال كمال وقال من أخرى: فهلا عداه أنّ علياك حلة ... وذكرك في أركان أيامه عطر غشيت فلم تغش الطّراد سوابحٌ ... ولا جردت بيض ولا أشرعت سمر وقال من أرخى يعابث: عمدت لشعري ولم تتئد ... تعارض جوهره بالعرض وشمّرت للخوض في لجة ... هي الموت ساحلها لم يخض ٥- وقال أبو عبد الله بن الحناط الكفيف من قصيدة أولها: راحت تذكّر بالنسيم الرّحا أخفي مسالكها الظلام فأوقدت ... من برقها كي تهتدي مصباحا وكأن صوت الرّعد خلف سحابها ... حادٍ إذا ونت السحائب صاحا منها: جادت على التلعات فاكتست الرّبى ... حللًا أقام لها الربيع وشاحا روضٌ يحاكي الفاطمي شمائلًا ... طبيبًا ومزنٌ قد حكاه سماحا منها: لما طلعت لها بكل ثنيةٍ ... أنسيتها المنصور والسفاحا وقال من أخرى: وحيّا الحيا عهدًا عهدناه باللوى ... لوى ديننا فيه صدود وهجران ليالي روض الوصل فيهن ممرعٌ ... وغصن الصبا إذ ذاك أخضر فينان تدير علينا الرّاح فيها جآذرٌ ... ويسكرنا باللحظ منهن غزلان منها: ولم أر مثلي كيف صار بقلبه ... من الوجد بركانٌ وفي الجفن طوفان ولا مثل هذا العدل كيف أعاده ... عليٌّ وقد مرّت من الظلم أزمان وقال من أخرى: ولما علوا بالحزن واعتسفت بنا ... رسوم الديار البعملات الرّواسم لوينا بأعناق المطي إلى اللوى ... وقد علمتنا البين تلك المعالم فكم ليلة فيه وصلت نعيمها ... بأخرى وأنف الهجر بالوصل راغم ومنها: ويزهر في يمناه نورٌ من الظبا ... له من رؤوس الدّار عين كمائم منها: سيوفٌ إذا اعتلت جهات ثغورها ... فمنهن في أعناقهن تمائم بكل خميس طبّق الجوّ نقعه ... وضيّق مسراه الجياد الصلادم كأنّ مثار النقع إثمد عينه ... وأشفار جفنيه الشّفار الصوارم وقال من قصيدة: كأنّ ابتسام البرق فيها إذا بدت ... سيوف عليٍ بالدماء رواعف وقال من أخرى: وأشرقت الدنيا بنور خليفة ... به لاح بدر الحق بعد أفوله من الهاشميين الذين بمجدهم ... تعود شخص المجد جرّ ذيوله فلا تسل الأيام عما أتت به ... فما زالت الأيام تأتي بسوله ٦- وقال الأديب عبادة بن ماء السماء: ولا تشكون إذا عثرت ... إلى خليط سوء حالك فيريك ألوانًا من الإذ ... لال لم تخطر ببالك إيّاك أن تدري يمينك ... ما يدور على شمالك واصبر على نوب الزّمان ... وإن رمت بك في المهالك وإلى الذي أغنى وأقنى ... اضرع وسله صلاح حالك قال: لا تشكون لحاسدٍ أو راحمٍ ... حاليك في البأساء والضّراء فلرحمة المتوجعين حرارةٌ ... في القلب مثل شماتة الأعداء وقال يتغزّل: غزالٌ بجسمي فترةٌ من جفونه ... وفي أدمعي من لون وجنته صبغٌ إذا رمت الورد ساورني صدغه ... بعقرب سحرٍ في فؤادي له لدغٌ وقال من أخرى: كأنها صارم الأمير وقد ... خضّب حدّيه من عداه دم واحد بتذكاره الكؤوس فما=يلذ نقلًا سوى ثناه فم وقال من أبيات: كانت خلافتنا في الغرب مظلمةٌ ... كأن أيامنا فيها لياليه جلّت أياديه حتى إنّ أنفسنا ... وما ملكناه جزءٌ من أياديه

1 / 5

اصول - د اسلامي متنونو لپاره څیړنیز اوزار

اصول.اي آی د اوپنITI کورپس څخه زیات له 8,000 اسلامي متونو خدمت کوي. زموږ هدف دا دی چې په اسانۍ سره یې ولولئ، لټون وکړئ، او د کلاسیکي متونو د څیړلو کولو لپاره یې آسانه کړئ. لاندې ګډون وکړئ ترڅو میاشتني تازه معلومات په زموږ د کار په اړه ترلاسه کړئ.

© ۲۰۲۴ اصول.اي آی بنسټ. ټول حقوق خوندي دي.