الحج
٧١ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَنْ حَجَّ هَذَا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ (١) رَجَعَ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ (٢)». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
٧٢ - عَنْ جَابِر بْنِ عَبْدِ اللهِ ﵄ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ، وَيَقُولُ: «لِتَأْخُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ (٣)، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ (٤)». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
(١) «فلم يرفث»: لم يتكلم بقبيح. «ولم يفسق» أي: لم يأت بسيئة ولا معصية.
(٢) أي: بغير ذنب.
(٣) هذه اللام لام الأمر ومعناه: خذوا مناسككم، والمعنى: هذه الأمور التي أتيت بها في حجتي من الأقوال والأفعال والهيئات هي أمور الحج وصفته وهي مناسككم، فخذوها عني واقبلوها وحفظوها واعملوا بها وعلموها الناس. وهذا الحديث أصل عظيم في مناسك الحج، وهو نحو قوله ﷺ في الصلاة: «صلوا كما رأيتموني أصلي».
(٤) فيه إشارة إلى توديعهم وإعلامهم بقرب وفاته ﷺ، وحثهم على الاعتناء بالأخذ عنه وانتهاز الفرصة من ملازمته وتعلم أمور الدين، وبهذا سميت حجة الوداع. والله أعلم.