Landmarks of Islamic Education Principles through Luqman's Advice to His Son

Abdul Rahman Al-Ansari d. Unknown
44

Landmarks of Islamic Education Principles through Luqman's Advice to His Son

معالم أصول التربية الإسلامية من خلال وصايا لقمان لابنه

خپرندوی

مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

د ایډیشن شمېره

السنة الثامنة والعشرون-١٤١٧هـ

د چاپ کال

١٤١٨هـ

ژانرونه

والأخطاء ولعاشوا فِي أَمن نَفسِي وطمأنينة قلبية وَقد ابتعدوا عَن القلق والكآبة. وظلم النَّفس واليأس والقنوط١. وَالنَّفس الإنسانية تحْتَاج إِلَى التربية المستمرة والتذكرة المستديمة والوعظ الصَّادِق حَتَّى لَا يعتريها الصدأ ولتأمن من ريَاح الشّرك العابثة وتبتعد عَن الأمواج العاتية حَيْثُ شط الْأَمْن والأمان. وَالْإِسْلَام يُربي الْإِنْسَان على إخلاص الْعُبُودِيَّة لله وَحده، فَلَا يخَاف إِلَّا الله، وَلَا يَرْجُو أَو يتوسل غَيره من الْإِنْس أَو الْجِنّ وَلَا يبث حزنه أَو شكواه إِلَّا لله تَعَالَى وَمن هُنَا كَانَ الْإِنْسَان الْمُؤمن ذَا شخصية قَوِيَّة مُنْذُ نعومة أَظْفَاره، فالطفل الصَّغِير رُبمَا يَقُول كَلِمَات حكيمة يعجز الْكَبِير غير الْمُؤمن عَن فهمها أَو الاهتداء إِلَى مثلهَا٢. مرَّ عمر بن الْخطاب ﵁ على صبية يَلْعَبُونَ وَفِيهِمْ عبد الله بن الزبير فَهَرَبُوا مِنْهُ إِلَّا عبد الله، فَقَالَ لَهُ عمر ﵁: مَا لَك؟ لِمَ لَا تهرب مَعَ أَصْحَابك؟ فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لم أكن على رِيبَة فأخافك، وَلم يكن الطَّرِيق ضيقا فأوسع لَك٣. فَمن أَيْن جَاءَت هَذِه الفطنة وَتلك الكياسة فِي السلوك؟ لاشك أَن جَوَاب ذَلِك الطِّفْل إِنَّمَا هُوَ ثَمَرَة يانعة من ثمار التربية النفسية الإسلامية الَّتِي لَا تعرف الخضوع وَلَا الذل وَلَا الْخَوْف والفزع ... سياسة تقوم على تَقْوِيَة الثِّقَة بِاللَّه والاسترسال مَعَه على الدَّوَام٤. وتبدأ التربية النفسية من قَول الله عزوجل على لِسَان عَبده لُقْمَان فِي وعظه لِابْنِهِ: ﴿يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ . تبدأ التربية الإسلامية من نزع الشّرك الظَّاهِر والخفي من النُّفُوس فتتخلى

١ - حسن الشرقاوي: نَحْو تربية إسلامية ص ٨٧ - ٨٨. ٢ - الْمرجع السَّابِق. ٣ - الْمَاوَرْدِيّ: أدب الدُّنْيَا وَالدّين ص ٩. ٤ - حسن الشرقاوي: نَحْو تربية إسلامية ص ٩٢.

1 / 468