فهذه المدونة أخذت عن تلامذة أبي عبيده وأبو عبيده كان قد توفي رحمة الله عليه في دولة بني جعفر المنصور فهذه نبذة من مجمل القول في بيان كتب المذهب وإما تفصيلها كتابا فذلك مما لا سبيل إليه لإستيلاء الزمان على غالبها وسأذكر لك بعضا مما يحضرني ذكره فمن ذلك كتاب الربيع بن حبيب المعروف بالمسند وهو عندنا أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى أن فيه سند الأحاديث عن أبي عبيده عن جابر بن زيد عن ابن عباس أو غيره من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعلا سندا من صحيح البخاري رتبه الشيخ أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم أبوابا وشرحه الشيخ أبو ستة شرحا شافيا كافيا ومنه أستمد الأصحاب قواعد الفقه وعليه بنوا غالب فروعهم وكتاب ضمام رفع فيه الأحاديث عن جابر أيضا وحفظه عن ضمام أبو صفرة عبدالملك بن صفرة وكاتب أبي سفيان محبوب بن الرحيل وكتاب محمد بن محبوب يذكرون أنه سبعون جزءا قال البرادي رأيت منه جزءا واحد وكتاب الخزانة تأليف بشير بن محمد بن محبوب سمعت شيخنا محمد بن مسعود يذكر أنه في سبعين سفرا وكتاب البستان في الأصول لبشير أيضا وكتاب الرضف في التوحيد وحدوث العالم وغير ذلك لبشير أيضا وكتاب المحاربة لبشري أيضا وتفسير القرآن للشيخ هو دين محكم الهواري في سفرين كبيرين والتفسير الكبير لأبي يعقوب يوس ف بن إبراهيم الوراجلاني قال أبو القاسم البرادي وهو كتاب عجيب رأيت منه في بلاد أريغ سفرا كبيرا لم ار ولا رأيت قط سفرا أضخم منه ولا أكبر منه وحزرت أنه يجاوز سبعمائة ورقة فيه تفسير الفاتحة والبقرة وآل عمران وحزرت أنه فسر القرآن في ثمانية أسفار مثله فلم أر ولا رأيت أبلغ منه ولا أشفى للصدور في لغة أو إعراب أو حكم مبين أو قراءة ظاهرة أو شاذة أو ناسخ أو منسوخ أو في جميع العلوم فإذا ذكر آية يقول قوله تعالى إلخ فأول ما يذكر إعراب الآية ويستقصيه ثم يقول اللغة فيستقصي جميع تصاريف الفعل من الكلمة ثم الصحيح
من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسوق الرواية من كتاب الربيع أبن حبيب المعروف بالمسند ثم يسرد فيه السند
مخ ۱۸