ناظرة ) أراد نظر القلب؟ قيل له : لأن (1) الظن لا يكون بالوجه ولا يكون الا بالقلب ، فلما قرن الظن بذكر الوجه كان معناه ظن القلب اذ لم يكن الظن الا به ، فلو كان النظر لا يكون الا بالقلب لوجب اذا ذكره مع ذكر الوجه أن يرجع به الى القلب ، فلما كان النظر قد يكون بالوجه وبغيره وجب اذا قرنه بذكر الوجه أن يريد به نظر الوجه ، كما أنه اذا قرنه بذكر القلب وجب أن يريد به نظر القلب.
* مسألة
فان قالوا : فما معنى قوله تعالى : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) (2)؟ قيل لهم : فى الدنيا دون الآخرة (3)؛ لأن القرآن لا يتناقض ، فلما قال فى آية أخرى : انه (لا تدركه) (4) الأبصار علمنا أن الوقت الذي قال انه لا تدركه الأبصار فيه غير الوقت الذي أخبرنا أنها تنظر إليه فيه.
(فان) (5) قال قائل : ما أنكرتم أن يكون قوله تعالى : ( إلى ربها ناظرة ): أى الى ثواب ربها ناظرة؟ قيل له : ثواب الله تعالى غيره ، ولا يجوز أن يعدل بالكلام عن الحقيقة الى المجاز بغير حجة ولا دلالة.
مخ ۶۵