لمحات له حیات شیخ الاسلام ابن تیمیه
لمحات من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية
ژانرونه
وذلك في ذات الإله، وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع وقد عرفتم ما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم من الضر والفاقة في شعب بني هاشم، وما لقي السابقون الأولون من التعذيب والهجرة إلى الحبشة، وما لقي المهاجرون والأنصار في أحد، وفي بئر معونة، وفي قتال أهل الردة، وفي جهاد الشام والعراق، وغير ذلك.
وانظروا كيف بذلوا نفوسهم وأموالهم لله، حبا له، وشوقا إليه. فكذلك أنتم، رحمكم الله. كل منكم على قدر إمكانه واستطاعته، بفعله، وبقوله، وبخطه، وبقلبه، وبدعائه. كل ذلك جهاد. أرجو أن لا يخيب من عامل الله بشيء من ذلك. إذ لا عيش إلا في ذلك، ولو لم يكن فيه إلا همكم، مزاحمة لأهل الزيغ، مشوشة لهم، تبغضونهم في الله، وتطلبون استقامتهم في دين الله. وذلك من الجهاد الباطن إن شاء الله تعالى.
ثم يستطرد الشيخ علم الدين أيضا قائلا:
ثم اعرفوا إخواني حق ما أنعم الله عليكم من قيامكم بذلك. واعرفوا طريقكم إلى ذلك، واشكروا الله تعالى عليها. وهو أن أقام لكم ولنا في هذا العصر مثل سيدنا الشيخ الذي فتح الله به أقفال القلوب، وكشف به عن البصائر عمى الشبهات وحيرة الضلالات، حيث تاه العقل بين هذه الفرق، ولم يهتد إلى حقيقة دين الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن العجب أن كلا منهم يدعي أنه على دين الرسول، حتى كشف الله لنا ولكم بواسطة هذا الرجل عن حقيقة دينه الذي أنزله من السماء وارتضاه لعباده.
واعلموا أن في آفاق الدنيا أقواما يعيشون أعمارهم بين هذه الفرق، يعتقدون أن تلك البدع حقيقة الإسلام. فلا يعرفون الإسلام إلا هكذا.
فاشكروا الله الذي أقام لكم في رأس السبعمائة من الهجرة من بين لكم أعلام دينكم.
وهداكم الله به وإيانا إلى نهج شريعته. وبين لكم بهذا النور المحمدي ضلالات العباد وانحرافاتهم، فصرتم تعرفون الزائغ من المستقيم، والصحيح من السقيم. وأرجو أن تكونوا أنتم الطائفة المنصورة. الذين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم. وهم بالشام إن شاء الله تعالى.
مخ ۸۴