وفي دراسة عن الإجماع عمد أحد أساتذة كلية الشريعة بجامعة الكويت أمام طالبات من الكلية إلى ضرب أمثلة لمن خالف إجماع المسلمين فلم يجد مثلا لذلك إلا الإمامين الجليلين: شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم فأعلن الأستاذ للطالبات أنهما خالفا إجماع المسلمين لأنهما قالا بفناء نار الآخرة بعد أحقاب طويلة من عذاب الكفار فيها.
أقول لم يجد الأستاذ إلا هذين الإمامين ليدلل على مخالفة الإجماع، ولم يكتف بذلك بل زعم أن الشيخ ابن تيمية سجن من أجل فتواه تلك وأنه مات في السجن من أجل ذلك، ولو لم يمت في السجن لنفذ فيه حكم الردة!!
وكلام الأستاذ هذا فيه كثير من الأغاليط بل والأكاذيب عدا عما فيه من عدوان، وإفساد لعقول الشباب والناشئة وتنفير من علماء الإسلام ونحن نبين كل ذلك بحمد الله سبحانه:
أولا: الإمام ابن تيمية لم يدخل السجن قط في هذه المسألة بالرغم من أنه دخل السجن مرارا وتكرارا، ودخوله السجن من فضل الله عليه، وكذلك فإن هذه المسألة لم تكن قط مثارة في عهده ممن أنكر عليه شيئا من أقواله وإنما كان آخر مرة سجن فيها شيخ الإسلام -رضي الله عنه- في مسألة شد الرحال لزيارة القبور التي أنكرها هو عملا بالحديث الصحيح [لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى] ولما أجمعت عليه الأمة، أن السفر لزيارة القبور سفر معصية، ولكن عباد القبور في زمانه ألبوا عليه بعض من لا فقه لهم من الأمراء فسجن لذلك ووافته المنية في سجن قلعة دمشق من أجل ذلك وليس من أجل قوله بفناء النار كما زعم أستاذ كلية الشريعة.
مخ ۴