كان يتعمد في حديثه دائما - كما لاحظت - أن يستخدم التعبيرات المميزة للغة اللجنة، وهي تعبيرات كانت تثير إعجابي.
قلت: «أنا لا أبيع شيئا، رغم أن البيع والشراء هذه الأيام شملا كل شيء، كما أكدت لي الدراسة التي قمت بها عن «الدكتور». أنا أقرر الحقيقة.»
ضحك ساخرا: «لعلك تظننا من السذج. يجب أن تعرف أننا أدركنا من اللحظة الأولى لوقوفك أمامنا أنك تظهر غير ما تبطن؛ فقد كانت إجاباتك على الأسئلة التي طرحناها عليك دقيقة وموفقة؛ مما أثار شكوكنا.
وإذا كان بيننا من ظل مترددا في القطع بأمرك، فإنه حسم رأيه عندما اتخذت من الدراسة المطلوبة منك ذريعة لنبش تاريخ «الدكتور» وجمع المعلومات عنه. وأصررت على المضي في هذا العمل رغم التحذيرات المختلفة التي وجهت إليك.»
وجه حديثه إلى أعضاء اللجنة واستطرد: «إن كل الدلائل تؤكد أننا نواجه مؤامرة كبيرة، حيكت خيوطها بمهارة وخبث شديدين منذ بعض الوقت، وليس الاعتداء على حياة الفقيد سوى حلقة من حلقاتها.»
انزعجت كثيرا لكلام العضو الأشقر؛ فها هي الأمور تتخذ اتجاها مفاجئا لم يخطر لي ببال، ولن يؤدي إلا إلى مزيد من الإساءة إلى موقفي.
سارعت بالقول وأنا أتضاحك مبديا كل ما أستطيع من مظاهر البراءة والطيبة، بل الغفلة: «سيادتك تملك خيالا نشيطا، ولا أظنك تتكلم جادا.»
قال بحدة: «لن تجديك المراوغة.»
قلت: «أؤكد لك أني بريء.»
قال مستنكرا: «وتتراجع أيضا عن اعترافاتك؟»
ناپیژندل شوی مخ