الفصل الرابع
جلست على حافة الفراش، وأشعلت سيجارة بأصابع مرتعشة وأنا أحاول استيعاب التطورات الأخيرة المتلاحقة. وأردت، قبل كل شيء، أن أفهم الوضع الجديد، فقلت للقصير الذي لم يغادر مكانه خلف مكتبي: «إني أرحب بك في مسكني، أنت وبقية أعضاء اللجنة الموقرة، لكن ثمة ما أريد أن أستوضحه، وأعني أن الوصول إلى قرار في هذا الأمر قد يستغرق بعض الوقت.»
أجاب: «خذ من الوقت ما تشاء، لكن المهم أن تصل في النهاية إلى قرار.»
قلت في رقة بالغة: «ربما تطلب ذلك عدة أيام.»
قال بحسم: «يجب أن تفهم جيدا أني باق هنا إلى أن تحزم أمرك، ولو بعد عام. والأفضل لك - بالطبع - أن تتمكن من ذلك في أقرب وقت.»
ران علينا الصمت بضع لحظات، تمعنت خلالها في كلماته وما تحمل من مدلولات، إلى أن استأنف الحديث: «ليس من حقي أن أتدخل في شأن قرارك، إلا أني على استعداد لمساعدتك بصفة شخصية.»
قلت: «أشكرك على هذه الروح، وما دمت تتحدث عن المساعدة، فماذا تقترح علي؟»
قال : «لقد عرضنا عليك استبدال شخصية «الدكتور» بغيرها، لكن اللجنة لن تعارض في أية بدائل أخرى، فلعلك تجد صيغة ملائمة تسمح لك بمواصلة العمل في نفس الموضوع.»
لاح لي بصيص من الأمل، فهتفت: «ليس عندي مانع، فكيف أفعل إذن؟»
أجابني في لهجة اشتممت منها شيئا من التشفي: «هذا شأنك. فكر.»
ناپیژندل شوی مخ