وكأنما قرأ أفكاري وسمعته يقول: لا زلت أعتقد أن زوجك محظوظ وأنا أحسده، ولكني لن ألمس شعرة واحدة من شعر رأسك.
ونظرت إليه في دهشة وقلت: لماذا؟
وتقلصت ملامحه فجأة، وبدأ عليه الغضب والثورة، ورأيته يقف ويقول لي بلهجة جادة قوية: لن أكون السكين التي تغمدينها في صدرك، أنت تريدين أن تخوني نفسك وزوجك، ولكنك في الواقع ستخونين شخصا آخر قبل نفسك وقبل زوجك، وهذا الشخص هو أنا!
وخفق قلبي لهذه الكلمات الجادة العميقة، ولم أكن رأيته قط يتكلم بهذا الجد العميق، وأحسست بالدموع الساخنة تسقط على وجهي، وأطرقت ساهمة، وساد الصمت بيننا لحظات طويلة، وأمسكت حقيبتي، ووقفت وقلت له: أشكرك على القهوة.
ورفع عينيه دون أن يقف وقال لي: «إلى أين ستذهبين؟»
قلت: إلى بيتي.
قال: وزوجك الخائن؟
قلت: سأغفر له.
قال: لماذا؟
قلت: لن أبحث عن السعادة في الحياة، ولكني سأهرب من التعاسة فيها.
ناپیژندل شوی مخ