د آزادۍ او چپتیا سندره: د لسمې پېړۍ جرمن شاعري

عبد الغفار مکاوي d. 1434 AH
29

د آزادۍ او چپتیا سندره: د لسمې پېړۍ جرمن شاعري

لحن الحرية والصمت: الشعر الألماني في القرن العشرين

ژانرونه

هكذا راح «ليمان» يتغنى في دواوينه المختلفة

19

بالحياة الطبيعية والنباتية، وازدحمت قصائده بالتفاصيل الجزئية المرهقة، حتى أوشكت الطبيعة أن تثأر لنفسها فتطرد الشاعر نفسه من القصيدة!

كذلك فعلت الشاعرة «إليزابيث لانجيسر»

Elisabeth Langgässer

في قصائد أبراج النجوم

Die Tierkreisgedichte (1935م)، فأصبح شعرها أشبه بدغل كثيف تشابكت فيه الزهور والأشجار والنباتات التي لا حصر لها، والتف حول القصيدة حتى خنقها، وتحولت القصيدة إلى فهرس مفصل من أسماء لا آخر لها، وغلب عليها التكرار والملل والإسراف الشديد، ووقع الشاعران تحت إغراء التجريد من الذات، حتى استقلت الطبيعة بنفسها وجثمت بحيواناتها ونباتاتها على أنفاس الشاعر!

ولكن هذا لم يقض على قصيدة الطبيعة، فقد كانت من القوة والأصالة والغنى بالمرئي والمسموع والمحسوس بحيث تعمر طويلا، وحاولت الشاعرة لانجيسر أن تجد لقصيدة الطبيعة مخرجا، فحولتها إلى قصيدة مسيحية أو كاثوليكية، ونشرت مجموعة منها في ديوانها الأخير «رجل الخضرة والوردة»

Der Laubmann und die Rose ، الذي ظهر في خريف سنة 1947م؛ أي قبل موتها بثلاث سنوات، ولكن هذه المحاولة باءت بالفشل، وعانت القصائد الطويلة المضنية من إرهاق الخيال وزحام التفاصيل، حتى باتت الطبيعة أشبه شيء بميدان حرب تكدست فيه الجثث والأشلاء!

هكذا وصلت قصيدة الطبيعة إلى طريق مسدود، وأصبح عليها أن تجدد نفسها أو تلوذ بعزلتها أو تخلد إلى الصمت، لقد استطاعت أن تملأ فراغ الشعر الموحش أو أرضه الحرام المهجورة بعد انتهاء الحرب، كما استطاعت أن تتغنى بالطبيعة الساحرة، وتنثر في سماء الشعر «أقواس قزح» مفعمة بالصور والألوان والأنغام الصافية والأشكال النقية، وتحافظ على التوازن بين الموضوع والأداء، وتكفكفت من غلواء الفردية وإسراف «العواطف الغبية»، وتقتصد في اللفظ وتبعده عن المبالغة والتهويل - ولكنها استسلمت من ناحية أخرى لإغراء التفاصيل الطبيعية المضنية، حتى انتقمت الطبيعة لنفسها كما قلت، وطردت الإنسان من القصيدة، أي طردت الشاعر منها!

ناپیژندل شوی مخ