عبر الإمام هو أيضا عن الاستنكار وهو يناول إبراهيم قطعة من اللحم:
- لقد أفقدتهم الخمر وعيهم، وهو يشير إلى البحار كمن يشفق عليه وأضاف:
- سوف يتذكرون الله في يوم رهيب آت وسيكتشفون حينئذ أن الحياة لم تكن سوى عصابة على أعينهم. ناول البحار أيضا قطعة من الرفيس وهو يقول:
- خذ، كل هذا قبل أن تلتهمك نيران جهنم.
ضحك الجميع لهذه الملاحظة وهم يجمعون أوانيهم بعد أن فرغوا من طعامهم. واصل الحاج المتكئ على المترسة كلامه:
- إن مصاعب الحياة والصراعات والبؤس ليست وليدة المصادفة ولا من صنع الله، كل هذا هو نتاج المدنية المتحضرة التي خالفت القوانين الأساسية للسعادة. أما اليوم فهي تحاول تعويضها بقوانين مصطنعة لكن السعادة ليس لها بديل ... والحقيقة أيضا ... العلوم والسياسة لا يستطيعان أبدا إعادة بناء الأرواح البشرية المحطمة.